السبت، 31 يناير 2015





                                          نداء من قارة المنسيين

                                                 بحور الغُربه

يابحور مالهاش مواني ........ مبحرة بينا علي فين ...... هاجرنا بعيد ....... وعشنا متغُربين ...... ونسينا احنا مين ...... .. ونسينا احنا جينا منين ..... ومش عارفين واخدانا لفين ...... لفلفنا جروحنا وذكرياتنا ..... ودفناها في قلوبنا الحزينه ...... ودرنا متغُربين ...... في بحور مالهاش مواني ...... ما بيونسناش في ليلها الطويل ...... غير ضي القمر والناي الحزين ....... واه من الليل واخرة ...... واهات وجروح مالهاش مداوي ......... في بحور مالهاش مواني ...... جرحت كل الاطبه ....... والمداويين ...... بسهمين في القلب ....... الاول كان سهم العشق ....... والسهم الثاني كان سهم الغُربه ....... وبحور ليلها الطويل ....... اللي بننادي فيه طول الليالي من جوانا ....... علي حبايبنا ...... بدموع قلوبنا وعنينا ...... واحنا مبحرين في بحور الغُربه ...... ومراكب المتغُربين ...... في بحور مالهاش مواني ....... تلف بينا الليالي ...... وتدور بينا السنين ........ بتحرق قلوبنا اشواق الفراق ....... والغُربه ويومها اللي بيعدي اطول من السنين ........ وجبال الاحزان اللي بتعلي ...... يوم بعد يوم واحنا متغُربين ....... بننادي من جوة قلوبنا ........ علي مراكب بعيده ........ في بحور الحب ....... تاخدنا وترجعنا وياها ........ وتاخدنا وتخبينا جواها ....... تخبينا في حضنها من غير رجوع ....... علشان قلوبنا وعينينا يفارقهم الحزن والدموع ....... زي الطيور المهاجرة ...... مابتعاود لاوطانها واهاليها ....... واحنا بنرقبها كل يوم وكل وقت ....... ونتمني يبقالنا زيها جناحيين ....... جناح من الحب ....... وجناح الشوق ...... لاجل مانعاود بيهم طايرين ....... ونضلل بيهم علي كل حبايبنا واهالينا ....... ونقول ياحضن الاهل والحبايب يادافي ....... خدني جواك ونسيني الدموع ........ خدني من غير رجوع ....... وندور ويا الليالي ........ ويعاود معانا كل صحابنا وحبايبنا المتغُريبين ....... ونقيد شموع افراحنا في ليالينا ....... ونودع الناي الحزين ........ وتعود من تاني افراحنا ....... واحنا بنحضن كل حبايبنا واهالينا ........ وتنور شموع الفرح شوارع قلوبنا الحزينه ....... ويسهر معانا الفرح في كل مينا ....... والحب مضلل بجناحه علينا ......... واحنا في بلادنا بين حبايبنا واهالينا





                

                                          من قارة المنسيين

                                   الرئيس الامريكي / جون كينيدي        

جون كينيدي (يسمى أيضًا جون فيتزجيرالد كينيدي أو جون إف. كينيدي) رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثون. كان جون كينيدي الابن الثاني لجوزيف كينيدي المليونير الأمريكي ذوالأصل الإيرلندي وسياسي ناجح . حصل كينيدي على كل ما يمكن أن يحصل عليه أولاد الأغنياء عندما كان طفلاً ، وبعد أن أنهى تعليمه الأكاديمي ، تخرّج من جامعة هارفارد عام 1940م ، وتطوع عام 1943م في الاسطول الأمريكي ، كما مُنح وسام الشجاعة في الحرب العالمية الثانية ، خدم في الحرب العالمية الثانيةكقائد لطوربيد الذي أنقذ حياة ملاّحيه ، ومقاتل حيث عرفت عنه الشجاعة ، ثم عمل مراسلاً صحفياً للأخبار .
تولى الرئاسة خلفًا للرئيس دوايت أيزنهاور وقد خلفه نائبه ليندون جونسون ولد في 29 مايو، 1917 في بوسطن ، ماسيتشوسيت ، وتوفي مقتولاً في 22 نوفمبر، 1963 في دلاس، تكساس وقد أُتّهم لي هارفي اوسولد باغتياله.
رئاسته
انضم جون كينيدي إلى السياسة كرجل ديموقراطي عندما انتهت الحرب ، وكانت بدايته عضو في مجلس النواب عام 1946م ، ولاحقًا في مجلس الشيوخ عام 1952م .
انتخب لرئاسة أمريكا كمرشح عن الحزب الديمقراطي وعمره في ذلك الوقت 43 عامًا وذلك في انتخابات عام 1960 والتي واجه فيه خصمه الجمهوري ريتشارد نيكسون، وقد ربح في تلك الانتخابات بفارق ضئيل. وهو أول رئيس أمريكي كاثوليكي روماني يصل لكرسي الرئاسة بينما جميع رؤساء الولايات المتحدة من المذهب البروتستانتي ، وهو أصغر رئيس أمريكي منتخب.
تولى الرئاسة في فترة رهيبة وحرجة من الصراع في الحرب الباردة، وكان صاحب مواقف قوية في مواجهة السوفيت في كافة المجالات سواء العسكرية منها (بشكل غير مباشر) أو السياسية من خلال مجلس الأمن أو الإعلام أو القنوات الدبلوماسية، وهو الأمر الذي جعله أحد أكثر رؤساء أمريكا شعبية وأحد أكثرهم أهمية.
على صعيد المال ، اقترح كينيدي إجراءات وفرض ضرائب عللى أصحاب الثروات الخيالية فأغضبهم ، وعلى صعيد الاجتماعي ساند حركة الحقوق المدنية ، فاغضب الولايات الجنوبية ، وبعض السود شعروا بأنه معتدل زيادة عن اللزوم ، مثّل كينيدي أمل الشباب والشابات وطموحاتهم ، وكانت شهر ته بين الشباب أكثر من غيرها ، كما مثّل الملونين الذين كانوا يتطلعون إليه من أجل بناء عالم جديد ، وفاعليّة المخابرات المركزية ، وإمكانية انتشار الإحساس بالفنون في أوساط أصحاب المناصب الرفيعة ، وقيام القوانين والدساتير بحماية حقوق الإنسان والأفراد مهما كان مستوى الدخل السنوي أو المركز الاجتماعي أو العرق أو التطلّعات ، وذلك تماماً كما طمح واضعوا الدستور .
تنفس معظم الأمريكيين مع دخول كينيدي البيت الأبيض ، فقد تبنّى برامج الجبهة الجديدة التي ترمي إلى تقليص العوز والفقر والتمييز العنصري ، وإلى خلق المزيد من فرص العمل لأصحاب الأفكار الخلاّقة .
وكان من أهم الأحداث في فترة ولايته عملية اقتحام خليج الخنازير وأزمة الصواريخ الكوبية ، وبناء جدار برلين والإرهاصات الأولى لحرب فيتنام وحركة الحقوق المدنية الأمريكية وسباق غزو الفضاء حيث أنه صاحب الوعد الشهير بإنزال إنسان على القمر. كما كان معارضاً لانتشار الشيوعية .
وقد ألّف كينيدي عدّة كتب أشهرها كتاب (( لماذا نامت إنجلترا )) و (( صورة عن الشجاعة )) ، كما نال شرف جائزة (( بوليتزر )) .
أهم الاحداث والقرارات 

أزمة سقوط طائرة التجسس الأمريكية يو-2 في كوبا والاتحاد السوفيتي أبرز القضايا يتناول الرئيس كينيدي مع خروشوف.

كينيدي يلتقي نيكيتا خرتشوف عام 1961
ازمة الصواريخ الكوبية
في تاريخ 14 أكتوبر 1962, التقطت طائرات U-2 للتجسس التابعة للـ CIA صور لصواريخ يتم تركيبها في كوبا من قبل الاتحاد السوفيتي. و بعد يومين بتاريخ 16 أكتوبر بدأت ما يعرف بأزمة الصوايخ الكوبية حيث كانت موجهة باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية وقادرة على حمل رأس نووي مما يشكل خطر على الولايات المتحدة الأمريكية. أما الرئيس جون كندي فقد واجه أصعب قرارات حياته وهو الخيار بين مهاجمة الصواريخ أو عدم الهجوم. أما في حالة الهجوم على الصواريخ, ربما يكون لها عواقب كارثية وتندلع حرب عالمية نووية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي قد تنهي العالم أو دول كثيرة وحياة الملايين قد تكون بخطر. والخيار الثاني هو عدم فعل أي شي مما قد يكون خطيراً جداً على الولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً قد تظهر أمريكا بمكانة اقل للعالم إذا لم يقرر الجواب لهذه الصوايخ. في تاريخ 22 أكتوبر قرر جون كندي وعلى الهواء مباشرة إرسال قوات البحرية الأمريكية لمنع السوفيت من اكمال المشروع لبناء الصواريخ. وبعدها طلب من الرئيس السوفيتي نيكيتا خروتشوف ووافق الطرفان على رفع الصوايخ السوفيتية من كوبا مقابل وعد أمريكي بعدم غزو كوبا.
بعد الحادثة اتهم بعضهم كينيدي بانعدام المسوؤلية ، وعندما طوّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي نظر السياسيين اليمينيين إلى ذلك التصرف كنوع من التعاطف مع الشيوعية .
تعد هذه الاحداث هي أقرب ما وصلت إليه البشرية من حرب نووية قاتلة. وأيضا جعلت قوة الارادة الأمريكية امام العالم أقوى. اما على الصعيد الداخلي فقد ارتفعت نسبة شعبية ومؤيدي الرئيس جون كندي من 66% إلى 77% بعد هذه الحادثة ، وقدّمت وسائل الإعلام صورة جذّابة عنه وعن زوجته .
سباق الفضاء
جون كندي هو الرئيس المعروف عنه انه قال يجب وضع إنسان على القمر وارجاعه بسلامة إلى الأرض. وأصر كينيدي على هذا المسار بعد أن التقى رئيس ناسا جيمس ويب حيث أطلعه ويب على أن تكلفة مشروع أبولو إلى القمر قد تصل إلى 40 مليون دولار أمريكي . في شهر سبتمبر سنة 1963 دعى جون كينيدي السوفيت إلى مشروع مشترك للوصول إلى القمر ولكن السوفيت رفضوا ذلك .
زيارته لولاية تكساس
في السنة الثالثة من رئاسته ، قرّر كينيدي زيارة ولاية تكساس تلك الولاية التي تعمل روح الثورة ضد كينيدي في نفوس أكثر مواطنيها ، لكن كينيدي يحتاج إلى أصوات مواطينها ليفوز في انتخابات عام 1964م ، فخطّط للقيام بزيارة تستمر يومين بحيث يتوقف في سان أنطونيو، تكساس وهيوستن، تكساس وفورتاليزا ثم مدينة دالاس .
وصل الكثير من التهديدات قبل أن يغادر الرئيس البيت الأبيض ، وألح بعض المستشارين عليه كي لا يذهب إلى ولاية تكساس ، لكنه ظلّ يشعر أنّه سيعيش حياة مديدة .
الإغتيال
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: اغتيال جون ف. كينيدي
جون كينيدي وزوجته جاكلين في المقعد الخلفى للسيارة التي تعرض للاغتيال فيها، جون كونالي يجلس أمامه في المقعد الأمامي وقد أصيب في الحادثة
البلدان التي زارها كندي خلال فترة رئاسته
في يوم الزيارة ، تحولّ المناخ فجأة من الجو الماطر إلى الجو المشمس مما جعل الرئيس يرفع غطاء السيارة المضادة للرصاص وهكذا سار الموكب الرئاسي عبر شوارع دالاس ، تكساس بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كينيدي كما كان يرافقه في نفس السيارة حاكم ولاية تكساس جون كونالي.
كان لي هارفي اوسولد وعمره 24 سنة ، يقبع في مستودع كتب مدرسة تكساس ، ويحضّر بندقيته ليستخدمها في إغتيال كينيدي . عمل اوسولد فنياً للرادار في المارينز ، ثم تنقل من عمل إلى عمل ، ومن مكان إلى مكان آخر ، خاصة بعد فشل زواجه.
انطلق الموكب الرئاسي من المطار ، شق الموكب طريقه ، وراح الرئيس يلوّح للجمهور.
وفي الساعة 12:30 انطلقت الرصاصة الأولى لتخترق عنق الرئيس من الخلف ، وتمرّ عبر حنجرته .. وتصيب حاكم ولاية تكساس ، ثم انطلقت الرصاصة الثانية لتصيب جمجمة الرئيس وتلطخ جاكلين بالدماء ، وهنا انطلقت الرصاصة الثالثة ، ثم اندفع رجل الأمن المرافق ودفع زوجة كينيدي إلى مقعدها ورمى نفسه فوقها كي لا تُصاب بالرصاص ، توقفت سيارة الرئيس وأصيب السائق بالتجمد ، واندفعت سيارة الرئيس باتجاه مشفى باركلاند ، وهناك فتح الجراحون القصبة في عنق الرئيس لتسهيل عملية التنفّس ، وقاموا بإجراء عملية نقل الدم ، وعند الواحدة ظهراً توفي الرئيس جون كينيدي .
جاء رجال المباحث السريّة لإخراج الجثة من المشفى ، لكن سلطات إدارة المشفى رفضت تسليمها ، وهنا استعمل رجال المباحث أسلحتهم ، وأخرجوا الجثة بقوة السلاح .
بعد ربع ساعة ، شاهد أحد رجال الشرطة رجلاً تنطبق عليه أوصاف اوسولد وحاول إيقافه ، ولكن اوسولد حاول اطلاق النار من مسدسه ، وقتل شرطي . هنا تبعه رجال شرطة آخرون وتمكنوا من القبض عليه ، وتبيّن انه اوسولد .
أصيبت البلاد بالصدمة لدى سماع النبأ ، بل أن العالم كله أصيب بالصدمة .
أدين لي هارفي اوسولد بارتكاب الجريمة، وقد قتل هو نفسه بعد يومين على يد اليهودي جاك روبي أمام مرأى من الملايين الذين كانوا يشاهدون التلفاز ، وذلك قبل أنعقاد المحكمة، وقد توفي روبي في فيما بعد عقب إصابته بسرطان الرئة بشكل اعتبره البعض مريبًا وذلك قبل إعادة محاكمته هو الآخر. وقد توصلت لجنة وارن عقب التحقيق إلى أن أوسولد قام بعملية الاغتيال منفردًا، بينما توصلت لجنة أخرى إلى أن هناك احتمال وجود مؤامرة. وقد بقيت عملية الاغتيال مثار جدل عام على الدوام. وما تزال تثار شكوك بأن لوكالة المخابرات الأمريكية سي.آي.إيه (CIA)، أو لجهاز استخبارات الاتحاد السوفييتي السابق (كي جي بي) يد في مقتله، كما ان رفضه للجماعات السريه مثل الماسونيه والمتنورون (illuminati) اثار الشبهه بان لافرادها يد في ذلك، وتثار شكوك أيضا أن اغتياله كان بإيعاز إسرائيلي خاصة بعد اصراره على تفتيش مفاعل ديمونة الإسرائيلي والتأكد ما إذا كان يحتوى على قنابل ذرية أم لا.
كما يعتقد أن السائق هو القاتل كما تظهر بعض مقاطع الفيديو شاهد هذا الفيديو على يوتيوب. ولكن مقتل كينيدي يبقى لغزا تختلف حوله الحقائق والإثباتات.
استمرت التحقيقات تسعة شهور ، وشملت 25000 مقابلة قام بها رجال مكتب التحقيقات الفدرالية ، وملأت 26 مجلّداً ، أما الجنازة فقد حضرها كل زعيم من زعماء دول الغرب ، كما شاهدها الملايين على شاشات التلفاز .
عادت آلة الحكومة إلى الدوران ، وتابع الرئيس الجديد ليندون جونسون المسيرة ، لكنه غيّر سياسة كينيدي تجاه حرب فيت . الاقتباس الشهير، "لا تسأل عما يمكنك القيام به لبلدك، نسأل ما يمكن أن يفعله بلدك لك."
من أقواله الشهيرة
الأطفال أهم موارد العالم وأفضل أمل في المستقبل
لا تسل عما يمكن لبلادك أن تقدم لك، بل عما يمكنك أن تقدم لبلادك.
الوقت المناسب لإصلاح السقف هو وقت سطوع الشمس.
دعنا لا نتناقش أبدا بدافع الخوف، لكن دعنا أيضاً لا نخشى النقاش قط.
ما أدهشني عندما تولينا السلطة أن معظم الأمور كانت بالسوء الذي كنا ندعيه.
لا تحدث الأشياء من تلقاء نفسها، بل يتم إحداثها.
التغيير سنة الحياة، ومن يقصرون نظرهم على الماضي أو الحاضر سوف يخسرون المستقبل
أنا مثالي دون أوهام.
من الحقائق المؤسفة أن بإمكاننا تأمين السلام فقط بالتحضير للحرب.
إن لم يستطع المجتمع الحر مساعدة الفقراء الكثيرين فلن يتمكن من إنقاذ الأغنياء القليلين.
مشاكلنا من صنع البشر، ولذلك يمكن للبشر حلها، فليس من مشكلة تخص المصير البشري تكون فوق مستوى البشر.
لكل برنامج عمل مخاطر وتكاليف، لكنها أقل كثيرا من المخاطر والتكاليف واسعة النطاق للكسل المريح.
سامح أعداءك، لكن لا تنس أبدا أسماءهم.
بإمكان فرد واحد أن يُحدِث فارقا، وعلى الجميع أن يحاولوا.
طفل لم يتعلم هو طفل مفقود.
جهل ناخب واحد في نظام ديمقراطي يضر بأمن المجتمع كله.
الحقيقة الوحيدة الثابتة هو أنه لا شيء أكيد أو غير قابل للتغيير.
لا تدعوا الله أن يهبكم حياة سهلة، بل ادعوه أن يبث فيكم القوة.
من يجرؤون على الفشل الذريع بإمكانهم تحقيق كل ما هو عظيم.
من يجعلون الثورة السلمية مستحيلة يجعلون الثورة العنيفة حتمية.
علينا استخدام الوقت كأداة وليس كعكاز.
لا غنى لكل من الزعامة والتعلم عن بعضهما البعض.
على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
إن لم نستطع أن ننهي خلافاتنا الآن، فيمكننا على الأقل المساعدة على أن يكون العالم مكاناً آمناً للاختل ...
طريق الحرية أفضل طريق للتقدم.
ليس لجميعنا نفس درجات الموهبة، لكن يجب أن يتاح لنا جميعاً فرص متساوية لتطوير مواهبنا.
نحن مع الحرية، فهذا إيماننا الراسخ والتزامنا الوحيد تجاه الآخرين.
العقل البشري هو موردنا الأساسي.
نحتاج لرجال يستطيعون أن يحلموا بأشياء لم يسبق لها مثيل.
كلما زادت معرفتنا زاد جهلنا.
قد يموت شخص، وقد تنهض الأمم أو تتقوض، لكن الفكرة تستمر في الحياة؛ فالأفكار لا تنتهي صلاحيتها
يجب ألا ننسى أن الفن ليس صورة من صور الدعاية السياسية، بل صورة من صور الحقيقة
الحرية دون تعليم في خطر دائم، أما التعليم دون حرية فيذهب سدى.
لا تكفى الجهود والشجاعة دون هدف واتجاه
السياسة الداخلية قد تخذلنا ليس إلا، أما السياسة الخارجية فبإمكانها قتلنا
المطابقة سَجَّانة الحرية وعدوة النمو.
ويكفي  ( كينيدي )  انه  كان  اول  من اطلق  برنامج  غزو الفضاء   في التاريخ  الاميركي   كما يرجع  اليه  الفضل بعد  الله سبحانه وتعالي  في انهاء  ( ازمه صواريخ  كوبا )  فمن الجدير بالذكر ان كوبا  ملاصقه  للحدود الجنوبيه للولايات المتحده الامريكيه  واقرب ولايه  امريكيه  لها  هي  (  فلوريدا )  فحين قام السوفيت  بزراعه  صواريخ  نوويه  في قاعده  عسكريه  في كوبا  بواسطه  الرئيس الكوبي  (  فيد ل كاسترو)  والتي  كادت  ان تنذر  بوقوع  حرب نوويه  لا يعلم  الا الله  مداها  بين  القطبين  العملاقين  في العالم كله  (  الولايات المتحده الامريكيه  والاتحاد السوفيتي )  وهنا  تبرز  عظمه  القائد  او الزعيم  وحنكته السياسيه  فقد  استخدم  كينيدي  سياسه  القوة الناعمه او بالبلدي  (  هوش بعصايه  العز  وماتضربشي بها )
فقد  هدد  كينيدي  كوبا  والاتحاد السوفيتي وفي نفس التوقيت  ترك  مساحه  واسعه  للسوفيت  كي يسحبوا  القوات  السوفيتيه  والصواريخ  بدبلوماسيه  ناعمه  حفظت لهم ماء وجههم  دون حدوث  اي صدام  او  احراج  لاي  طرف  .......  وهنا  تعلن  العبقريه  السياسيه  لسياسه  القوة الناعمه  لرجل  من طراز  فريد  ووطني  خالص  يحرص كل الحرص  علي  شعبه  وبلاده فقد رد  الحكم  الي  شخص  الرئيس  السوفيتي  حين  وجه اليه  سؤلآ  واحدآ ...... هل تقبل  بوجود  قاعده  امريكيه  نوويه  ملاصقه  لحدود بلادك؟؟ 
في فلسفه   اقتبست  البشريه  بأسرها  من انوار  الرساله  المحمديه  الخالصه  فعندما نعود  الي معلم البشريه  الرسول الكريم  صلي الله عليه وسلم  حين سأله  احد الناس  قائلآ  ..... اءذن لي  يارسول الله  بالزنا ......  فرد عليه  بكل ادب  وهدوء  ...... هل تقبله لامك  .......  فقال لا  ...... فسأله  هل تقبله  لاختك  فقال لا  ....... ثم عاد  وسأله  هل تقبله  لابنتك  فقال لا ......  فسأله  هل تقبله لاهل بيتك  فقال لا ...... فرد عليه  وكذلك  الناس  يا اخا العرب   لا يقبلوه ولا يرضوة  لامهاتهم  وزوجاتهم  وابنائهم  واهل بيتهم .......  فرد عليه  السائل  بعد  ان عرف الحق  (  قائلآ  والله لا افعل  )  فسبحان  من علمه  الحكمه  واتاه  من لدنه  علمآ  علم  به  البشريه  والدنيا بأسرها
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

الأربعاء، 28 يناير 2015

 


                         من قارة المنسيين

                          الامام محمد عبده

 نسوة  كعادتهم  .......  وكيف لا ينسوة  ....... ولماذا  يتذكروة  .......  وهم  لم يتركوا  اي  عظيم  الا  ونسوة  ....... ففي الوقت  الذي صنع فيه العالم  امجاد اسطوريه  لشخصيات  خياليه  ......  تجاهل  ونسي  العالم  الذي نعيش فيه  في عالمنا العربي والاسلامي  الشخصيات  الحقيقيه  ....... بل  واسدلوا  عليهم  ستائرالنسيان  الداكنه الي الابد  ولكن ها هو  الامام

محمد عبده عالم دين و فقيه و مجدد إسلامي مصري ، يعد أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي و من دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ، ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري و إعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر.

ولد محمد بن عبده بن حسن خير الله سنة 1266 هـ الموافق 1849م في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة. لأب تركمانى وأم مصرية تنتمي إلي قبيلة (بني عدي) العربية

في سنة 1866م التحق بالجامع الأزهر، وفي سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية،

وفي سنة 1879م عمل مدرساً للتاريخ في مدرسة دار العلوم وفي سنة 1882م

اشترك في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز رغم أنه وقف منها موقف المتشكك في البداية لأنه كان صاحب توجه إصلاحى يرفض التصادم إلا أنه شارك فيها في نهاية الأمر، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي سنة 1885م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الاسم، العروة الوثقى.

يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية. وقد تأثر به العديد من رواد النهضة مثل عبد الحميد بن باديس ورشيد رضا وعبدالرحمن الكواكبي.

حياته بعد الثورة العرابية

وفي سنة 1886م اشتغل بالتدريس في المدرسة السلطانية وفي بيروت تزوج من زوجته الثانية بعد وفاة زوجته الأولى. وفي سنة 1889م / 1306هـ عاد محمد عبده إلى مصر بعفو من الخديوي توفيق، ووساطة تلميذه سعد زغلول وإلحاح نازلي فاضل على اللورد كرومر كي يعفو عنه ويأمر الخديوي توفيق أن يصدر العفو وقد كان، وقد اشترط عليه كرومر ألا يعمل بالسياسة فقبل.

حياته في القضاء

وفي سنة 1889م عين قاضياً بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار في محكمة الاستئناف عام 1891م.

مفتي الديار المصرية

وفي 3 يونيو عام 1899م / 24 محرم 1317 هـ عين في منصب المفتي، وتبعاً لذلك أصبح عضواً في مجلس الأوقاف الأعلى.

نشاطه الاجتماعي

في 25 يونيو عام 1890م عين عضواً في مجلس شورى القوانين. وفي سنة 1900م / 1318 هـ أسس جمعية إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطات، وزار العديد من الدول الأوروبية والعربية.

محمد عبده في شبابه

في 3 يونيو سنة 1899م / 24 محرم 1317هـ صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية وهذا نصه:

«صدر أمر عال من المعية السنية بتاريخ 3 يونيو 1899م - 24 محرم 1317 هـ نمرة 2 سايرة، صورته. فضيلة حضرة الشيخ محمد عبده، مفتي الديار المصرية: بناء على ماهو معهود في حضرتكم من العلامية وكمال الدراية، قد وجهنا لعهدكم وظيفة إفتاء الديار المصرية، وأصدرنا أمرنا هذا لفضيلتكم للمعلومية، والقيام بمهام هذه الوظيفة وقد أخطرنا الباشا رئيس مجلس النظار بذلك.»

كان منصب الإفتاء يضاف لمن يشغل وظيفة مشيخة الجامع الأزهر في السابق وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب مشيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ محمد عبده أول مفتي مستقل لمصر معين من قبل الخديوي عباس حلمي وعدد فتاوى الشيخ محمد عبده بلغ 944 فتوى استغرقت المجلد الثاني من سجلات مضبطة دار الإفتاء بأكمله وصفحاته 198، كما استغرقت 159 صفحة من صفحات المجلد الثالث.

من فتاويه

    عن الوقف وقضاياه، والميراث ومشكلاته، والمعاملات ذات الطابع المالي والآثار الاقتصادية، مثل البيع والشراء، والإجازة والرهن والإبداع، والوصاية والشفعة والولاية على القصر، والحكر والحجر والشركة وإبراء الذمة، ووضع اليد والديون واستقلال المرأة المالي والاقتصادي، يبلغ عدد فتاواه في ذلك 728 فتوى.

    عن مشاكل الأسرة وقضاياها، من الزواج، والطلاق والنفقة والإرضاع والحضانة، والإقرار بالغلام المجهول، وعدد فتاواه في ذلك 100 فتوى.

    عن القود والقتل والقصاص، عدد فتاواه في ذلك 29 فتوى.

    فتاوى في موضوعات متنوعة ومختلفة، عدد فتاواه في ذلك نحواً من 87 فتوى.

ونلاحظ أن 80% من الفتاوي تتعلق بمشكلات خاصة بالحياة المالية والاقتصادية وقضاياها.

ظل الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته عام 1905م.

في الساعة الخامسة مساء يوم 11 يوليو عام 1905م / 7 جمادى الأولى 1323 هـ توفى الشيخ بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان عن سبع وخمسين سنة، ودفن بالقاهرة ورثاه العديد من الشعراء.

    رسالة التوحيد.

    تحقيق وشرح "البصائر القصيرية للطوسي".

    تحقيق وشرح "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" للجرجاني.

    الرد على هانوتو الفرنسي.

    الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية (رد به على إرنست رينان سنة 1902م).

    تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899م.

    شرح نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب

    العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغاني

من تلامذته

    محمد رشيد رضا

    شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي قال مرثيته راسما فيها صورة صادقة جياشة لشخصية العالم المخلص وقد أدار حافظ قصيدته على محاور تقوى الإمام وصبره على ما ابنلي به من أذى الحاقدين وموقفه التاريخي في دحض أباطيل المستشرقين وتفسيره للقران الكريم. ففي وصف فضيلة الصبر يقول مخاطبا الإمام:

    الشيخ الشهيد عز الدين القسام والذي كان أول من نادى بالثورة على الإنجليز والصهاينة وتحرير فلسطين من بين أيديهم.

    شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي

    شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق

    شيخ العروبة محمد محيي الدين عبد الحميد

    سعد زغلول

    قاسم أمين

    محمد لطفي جمعة

    طه حسين

رثاؤه


وآذوك في ذات الإله وأنكروا         مكانك حتى سودوا الصفحات

رأيت الأذى في جانب الله لذة         ورحت ولم تهمم لهم بشكاة


وفي تصوير مقدرة الشيخ على إفحام المستشرقين:

    

ووفقت بين الدين والعلم والحجا         فأطلعت نورا من ثلاث جهات

وقفت لهانوتو ورينان وقفة         أمدك فيها الروح بالنفحات

وخفت مقام الله في كل موقف         فخافك أهل الشك والنزعات

وأرصدت للباغي على دين أحمد         شباة يراع ساحر النفثات


وفي التعبير عن الحزن الذي اعترى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها:


بكى الشرق فارتجت له الأرض رجة         وضاقت عيون الكون بالعبرات

ففي الهند محزون وفي اليمن جازع         وفي مصر باك دائم الحسرات

وفي الشام مفجوع وفي الفرس نادب         وفي تونس ما شئت من زفرات

بكى عالم الأسلام عالم عصره         سراج الدياجي هادم الشبهات

.........وفي عوده  سريعه  الي تاريخ  الامام  الفاضل  محمد عبده  يكفيه  فخرآ  وشرفآ  ان خرج من مدرسته  رجال  وعلماء  اضاءوا في سماء العلم  بأنوار  ومصابيح  لا زالت  وستظل  تضيئ  سماء  العالم  العربي  والاسلامي والعالم  بأسرة  بأنوار  العلم  والايمان  وكان  من بينهم (  عميد الادب العربي  الدكتور طه حسين )  وشاعر النيل  ( حافظ ابراهيم )  وغيرهم  الكثير والكثير   فكما  كتبت  دومآ ودائمآ  (  بأن العلماء  هم المصابيح الاماميه لسيارة الحياه  )

كتبت ايضآ كي تقرأ الاجيال ....... وكي تدرس  ....... وكي تعرف ....... وكي تعلم  فالعلم نور ونور الله  لا يؤتي لعاصي  ........  والخص  المشوار  العلمي  والديني  والادبي  في تاريخ  الامام محمد عبده  في جملته الخالده   والتي هي بمثابه  ارض الواقع  الذي نعيشه  اليوم  والتي  لخصت  وبينت ووضحت السبب الاوحد والاول والاخير في تقدم  الغرب  وتأخر الشرق  حين قال ( لقد وجدت في بلاد الغرب اسلام بدون مسلمين ووجدت في بلاد الاسلام مسلمين بدون اسلام )


وصلي الله علي سيدنا  محمد وعلي اله وصحبه

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

الثلاثاء، 27 يناير 2015

 





                                  من قارة المنسيين

                          الفيلسوف العظيم سقراط               

نسوة ...... نسوا  رجل لم يكن  فيلسوف عظيم  فحسب  بل  جادت  ارضه  بفلاسفه عظماء  من تلامذته  غيروا  معه  وجه التاريخ  في اوروبا  بأكملها  وها هوسقراط    


فيلسوف يوناني كلاسيكي.يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، لم يترك سقراط كتابات وجل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه. ومن بين ما تبقى لنا من العصور القديمة، تعتبر حوارات "أفلاطون" من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية "سقراط"بحسب وصف شخصية "سقراط" كما ورد في حوارات "أفلاطون"، فقد أصبح "سقراط" مشهورًا بإسهاماته في مجال علم الأخلاق. وإليه تنسب مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي (أو المعروف باسم Elenchus) . ولا يزال المنهج الأخير مستخدمًا في مجال واسع من النقاشات كما أنه نوع من البيداجوجيا (علم التربية) التي بحسبها تطرح مجموعة من الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح. إن "سقراط" الذي وصفه أفلاطون هو من قام بإسهامات مهمة وخالدة لمجالات المعرفة والمنطق وقد ظل تأثير أفكاره وأسلوبه قويًا حيث صارت أساسًا للكثير من أعمال الفلسفة الغربية التي جاءت بعد ذلك.

سقراط يلقب احيانا بأنه اكثر الرجال حكمة في العالم القديم , فبعد أن عمل في الفن وقتا قصيرا، تحول إلى الفلسفة، وثبتت من فوره شهرته كمفكر على جانب كبير من الاصالة والإبداع. وقد ابتدع طريقة للتحقيق والتعليم هى كناية عن سلسلة من الاسئلة تهدف إلى الحصول على تغبير واضح ومتماسك عن شيء يفترض أنه مفهوم ضمنا من كل الكائنات البشرية العاقلة.

وكان دائم السعي وراء الحقيقة والاهتمام بجعل مشاكل الحياة المعقدة أسهل على الفهم، ولتحقيق هذه الغاية كان مضطرا إلى مناقشة الكثير من المعتقدات والتقاليد المسلم بها . الامر الذي اكسبه الكثير من العداوات .

في حياة بيريكليس كان سقراط في امان , لان هذا السياسي الكبير كان معجبا به كثيرا , ولكن بعد وفاته شرع اعداء سقراط في الضغط عليه لكي يسحب معظم ماقاله , ولكن لم يقبل بذلك, واستمر بعمل في الخط الذي رسمه , وماكان يعتقد أن الحاجة تدعو إلى مناقشته , واخير حوكم بتهمة افساد الشبيبه. وحكم عليه بالموت بتجرع سم الشوكران القاتل .

السيرة الذاتية

حياة "سقراط"

صورة محفورة لـ "سقراط" من العقيق الأحمر – في روما – ترجع للفترة من القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الأول بعد الميلاد

تعلم أسس الفلسفة على يد الفاعوري وطور نفسه إلى أن أمسى تحت الارض و لقد وردت التفاصيل الخاصة بحياة سقراط من ثلاثة مـــصادر حديثة وهي حوارات كل من "أفلاطون" و"زينوفون" (الاثنان من أنصار "سقراط") ومسرحيات "أريستوفانيس". وقد وصفه بعض تلاميذه، بما فيهم "إيريك هافلوك" و"والتر أونج"، على أنه مناصر لأساليب التواصل الشفوية حيث وقف أمام الإسهاب غير المقصود الذي تتصف به الكتابة.

وفي مسرحية السحب التي قام "أريستوفانيس" بتأليفها، وصف "سقراط" على أنه مهرج يعلم تلاميذه كيف يتملصون من الديون. وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم أعمال "أريستوفانيس" تتصف بأنها أعمال تحاكي بسخرية أعمال المؤلفين الآخرين. ومن ثم، قد نسلم بأن هذا الوصف لم يكن موضوعيًا وواقعيًا أيضًا. وفقًا لما ذكره "أفلاطون"، اسم والد "سقراط" هو "سوفرونيسكوس" واسم والدته هو "فيناريت" وهي كانت تعمل كقابلة (داية). وعلى الرغم مما ورد عن وصفه بأن شكله كان غير جذاب وأنه كان قصير القامة، تزوج سقراط من "زانثيبي" التي كانت تصغره في السن بكثير. وأنجبت منه ثلاثة أبناء، هم "لامبروكليس" و"سوفرونيسكوس" و"مينيكسينوس". وقد انتقده صديقه "كريتو" من ألوبيكا لتخليه عن أبنائه عندما رفض محاولة الهروب قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه. لم يبد واضحًا كيف كان "سقراط" يكسب قوت يومه. ويبدو أن النصوص القديمة أشارت إلى أن "سقراط" لم يكن يعمل. وفي كتاب Symposium للمؤرخ "زينوفون"، نقل عن "سقراط" أنه كان يقول إنه يكرس نفسه للشيء الذي يعتبره أهم فن أو مهنة وهو مناقشة الفلسفة. وفي مسرحية السحب، يصور "أريستوفانيس" "سقراط" على أنه كان يتقاضى مالاً مقابل تعليم الطلاب وإدارة مدرسة سوفسطائية مع "كريفون"، في حين أنه ورد في حواري "دفاع سقراط" و"المأدبة" لـ "أفلاطون" وفي روايات "زينوفون" إنكار "سقراط" الصريح لقبوله أي أموال مقابل تعليم الطلاب. وفي حوار دفاع سقراط على وجه الخصوص, استشهد سقراط بفقره كبرهان على كونه ليس مدرسًا. ووفقًا لما ذكره "تيمون فليوسي" وما ورد في مصادر أحدث، امتهن "سقراط" مهنة نحت الصخور عن والده. ولقد كان هناك اعتقاد في العصور القديمة بأن "سقراط" نحت تماثيل ربات القدر الثلاث (Three Graces) التي ظلت موجودة بالقرب من معبد "أكروبوليس" حتى القرن الثاني بعد الميلاد، ولكن لم يصدق العلم الحديث على صحة هذا الاعتقاد.[6] تشير العديد من حوارات "أفلاطون" إلى الخدمة العسكرية التي أداها "سقراط". يقول "سقراط" إنه خدم في الجيش الأثيني خلال ثلاث معارك، وهي بوتيديا وأمفبوليس وديليوم. وفي حوار "المأدبة"، وصف "ألكيسيبياديس" شجاعة وبسالة "سقراط" في معركتي "بوتيديا" و"ديليوم" وذكر كيف أن "سقراط" أنقذ حياته في معركة "بوتيديا" (219e – 221b). كما ورد الأداء الرائع الذي أداه "سقراط" في معركة "ديليوم" ضمن حوار "لاكاس" (أو الشجاعة باللغة الإنجليزية) من قبِل الجنرال الذي سمي الحوار على اسمه (181b). وفي حوار "دفاع سقراط"، يقارن "سقراط" بين خدمته العسكرية ومعاناته التي واجهها في قاعة المحكمة ويقول إنه إذا كان هناك في هيئة المحلفين من يعتقد أنه يجب أن ينسحب ويتخلى عن الفلسفة، فينبغي لهذا الشخص أن يفكر أيضًا في أنه لا بد للجنود أن تنسحب من المعركة عندما يبدو لهم أنهم سيُقتلون فيها. في عام 406، كان "سقراط" عضوًا في مجلس الشيوخ اليوناني وكان قومه - قوم Antiochis - هي التي عقدت مجلس المحاكمة في اليوم الذي شهد إعدام الجنرالات الذين شاركوا في معركة أرجنوسي لأنهم تخلوا عن القتلى والناجين من السفن الغارقة من أجل مطاردة الأسطول الإسبارطي المنهزم واللحاق به. وكان "سقراط" أحد الأعضاء الرئيسيين بالمجلس وعارض المطلب غير الدستوري الذي اقترحه "كاليكسنيس" بعقد محاكمة جماعية لإدانة جميع الجنرالات الثمانية. في آخر الأمر، رفض "سقراط" أن يذعن للتهديدات التي وجهت إليه بأن يتم حتفه في السجن وأن يتم اتهامه بالتقصير وأعاق التصويت الجماعي حتى انتهى مجلس محاكمته في اليوم التالي والذي شهد إدانة الجنرالات والحكم عليهم بالإعدام. وفي عام 404 سعى حكومة الطغاة الثلاثين لأن يضمنوا ولاء من عارضوهم وذلك بتوريطهم وإشراكهم فيما يقومون من أفعال. فقد طلب من "سقراط" وأربعة آخرين أن يحضروا حاكم مدينة سلاميز من منزله لتنفيذ حكم إعدام غير عادل عليه. رفض "سقراط" بهدوء، ولم يحل دون إعدامه سوى الإطاحة بحكم الطغاة الثلاثين التي وقعت في وقت لاحق.

اريد اصغر تعريف لسقراط {قبل أن يحكم عليه القضاة بالاعدام قال سقراط الفيلسوف العظيم لن ارفض فلسفتي إلى ان الفظ النفس الأخير.}

لوحة موت "سقراط" للرسام جاك لوي ديفيد

لقد عاش "سقراط" في الفترة الانتقالية فيما بين ازدهار الحكم الاثيني وانهياره حينما هزم أمام مدينة أسبرطة وحلفائها في معركة البلوبونيز. وفي الوقت الذي سعت فيه مدينة "أثينا" وراء الاستقرار واستعادة مكانتها بعد الهزيمة المخزية التي لحقت بها، ربما قد استمتع الأثينيون بالشكوك التي دارت حول الديمقراطية كصورة فعالة للحكم. ولقد بدا أن "سقراط" من الأشخاص كثيري الانتقاد للديمقراطية وقد فسر بعض تلاميذه المحاكمة التي عقدت له كتعبير عن صراع سياسي محتدم.

وعلى الرغم من ادعاء "سقراط" بأنه يبدي الولاء لمدينته لدرجة بلغت تحديه للموت، تعارض كل من سعي "سقراط" وراء الفضيلة والتزامة الصارم بالحقيقة مع النهج الحالي للمجتمع الأثيني وسياساته لقد أثنى في حوارات عديدة على "أسبرطة" وهي المنافس الرئيسي لـ "أثينا"، سواءً أكان ذلك بصورة مباشرة أم غير مباشرة. ومع ذلك، لقد مثل موقفه كناقد اجتماعي وأخلاقي أكثر المناحي التي تجلت فيها الانتقادات والإساءات التاريخية التي أبداها "سقراط" نحو المدينة. فبدلاً من أن يؤيد الوضع الراهن ويقبل بسيادة الأعمال اللا أخلاقية في منطقته، عمل "سقراط" على تقويض المفهوم الجماعي الذي انتهجه الآخرون والذي شاع للغاية في اليونان خلال تلك الفترة، ألا وهو "إن القوة تصنع العدل". ويشير "أفلاطون" إلى "سقراط" بوصفه ذبابة الخيل في المدينة (فذبابة الخيل تلدغ الخيل فتحثها على القيام بفعل ما، وبالمثل كان "سقراط" يحث "أثينا" على اتخاذ فعل ما عن طريق لدغها بالانتقادات)، لدرجة أنه أرق الحكام وكان يحثهم دائمًا بأنهم يجب عليهم مراعاة تحقيق العدل والسعي وراء الخير. فالأمر بلغ أن محاولاته لتغيير مفهوم العدل الذي ينتهجه الأثينيون كانت السبب وراء الحكم عليه بالإعدام. ووفقًا لما جاء في حوار "دفاع سقراط" لأفلاطون، بدأت حياة "سقراط" بوصفه "ذبابة الخيل" في أثينا عندما سأل "كريفون" – وهو صديق "سقراط" – مهبط الوحي في مدينة "دلفي" هل في الناس من هو أعقل من سقراط وأكثر حكمة منه؟ فأجاب مهبط الوحي بأنه ما من شخص أكثر حكمة منه. وكان "سقراط" يعتقد بأن ما قاله مهبط الوحي يحوي قدرًا كبيرًا من التناقض (المفارقة)، لأنه كان يعتقد أنه ليس لديه أية حكمة على الإطلاق. فقرر أن يحل هذا اللغز بأن يدنو من الرجال الذين كان أهل مدينة "أثينا" يعتبرونهم من الحكماء مثل رجال الدولة والشعراء والصناع المهرة، وذلك لكي يفند رأي مهبط الوحي. وحينما طرح "سقراط" عليهم مجموعة من الأسئلة، توصل إلى أنه في الوقت الذي كان فيه كل واحد منهم يعتقد أنه ذو شأن وحكيم للغاية هو في الحقيقة قليل المعرفة للغاية وغير حكيم على الإطلاق. حينئذ أدرك "سقراط" أن مهبط الوحي كان محقًا في رأيه، ولأنه أدرك أنه في حين يعتقد هؤلاء الرجال بأنهم حكماء وهم ليسوا كذلك، عرف أنه هو نفسه غير حكيم على الإطلاق، وبالتالي، ومن هذا التناقض، يكون هو الأكثر حكمة لأنه الوحيد الذي أدرك جهله. وهذه الحكمة التناقضية التي توصل إليها "سقراط" أظهرت أبرز الأثينيين الذين تحاور معهم كحمقى، وبالتالي انقلبوا عليه واتهموه بالإثم. وقد دافع "سقراط" عن دوره كذبابة الخيل التي تحث أثينا حتى آخر حياته، فعندما طلب منه في محاكمته أن يقترح أسلوب العقاب الذي يتلقاه، اقترح أنه لا يستحق العقاب بل يجب أن يثاب ويرى بأن حقه أن يحصل على مكافأة وهي أن يعيش بقية أيامه على نفقة الدولة كسبيل لمنحه ما يستحقه لقضائه الوقت سعيًا وراء إفادة الأثينيين.[8] ومع ذلك، أدين بتخريبه لعقول الشباب الأثينيين وتم الحكم عليه بالإعدام عن طريق تناول شراب معد من نبات الشوكران السام.

تمثال نصفي لسقراط في متحف الفاتيكان

ووفقًا لما جاء في رواية "زينوفون"، ألقى "سقراط" عن عمد دفاعًا جريئًا أمام هيئة المحلفين، لأنه كان يعتقد أنه من الأفضل له أن يموت. ويواصل "زينوفون" حديثه ليصف دفاع "سقراط" والذي يوضح قسوة العهد القديم وكيف كان "سقراط" سعيدًا لأنه سيهرب من هذه القسوة بإعدامه. كما يفهم ضمنًا من وصف "زينوفون" أن "سقراط" تمنى أيضًا الموت لأنه كان يعتقد فعليًا أن الوقت المناسب قد حان لأن يفارق الحياة.

ويتفق أفلاطون وزينوفون على أن "سقراط" كانت لديه الفرصة للهرب، حيث كان بإمكان تابعيه أن يقدموا رشوة لحراس السجن. لكنه اختار البقاء لعدة أسباب هي:

    لأنه كان يعتقد أن الهروب قد يشير إلى خوفه من الموت وهو الخوف الذي اعتقد بأنه لا وجود له لدى أي فيلسوف حقيقي.

    لأنه لو هرب من أثينا، لن تلقى تعاليمه أي نجاح في مدينة أخرى لأنه سيستمر في محاورة كل من يقابلهم وسيثير استياءهم بالطبع.

    ولأنه وافق- على نحو متعمد- على أن يعيش بالمدينة ويخضع لقوانينها، فهو قد أخضع نفسه ضمنيًا لاحتمالية أن يتهمه أهل المدينة بارتكاب بالجرائم وأن يدان من قبل هيئة المحلفين. ولو قام بما ينافي ذلك، ذلك ليعني أنه يخرق العقد الاجتماعي الذي وقعه مع الدولة وبالتالي سيسبب ضررًا لها ومثل هذا التصرف ينافي المبادئ التي ينتهجها "سقراط".

وكانت الأسباب والحجج التي تكمن وراء رفضه الهروب موضع اهتمام حوار "كريتو" لأفلاطون. وقد تم وصف وفاة "سقراط" في نهاية حوار "فيدون" لـ "أفلاطون". وفيه رفض "سقراط" الحجج التي قدمها "كريتو" كذريعة لمحاولة الهروب من السجن. وبعد أن تجرع السم، أصدر له أمر بأن يمشي حتى يشعر بتنميل في القدمين. وبعد أن استقلى على السرير, قام الرجل الذي منحه السم بالضغط بشكل مؤلم على قدميه. لم يعد "سقراط" يشعر بقدميه. وتسرب فقد الإحساس بأعضاء جسمه ببطء خلال جسمه حتى وصل إلى قلبه. وقبل أن يقضي نحبه بفترة قصيرة، تحدث "سقراط" إلى "كريتو" قائلاً: "أنا مدين إلى "أسكليبوس". رجاءً لا تنس أن تدفع له هذا الدين". و"أسكليبوس" هو إله الطب عند الإغريق ومن المحتمل أن الكلمات الأخيرة لـ"سقراط" كانت تعني أن الموت هو شفاء للروح وتحررها من الجسد. وقد حاول الفيلسوف الروماني "سنيكا" أن يحاكي وفاة "سقراط" بالسم حينما أجبره الحاكم "نيرون" على الانتحار.

المنهج السقراطي

على الأرجح تتمثل أكثر إسهامات "سقراط" أهميةً في الفكر الغربي في منهج الجدل والتداول القائم عن طريق الحوار، وهو المنهج المعروف أيضًا السقراطي أو "أسلوب إلينخوس" (والتي تعني مجادلة) وقد قام "سقراط" بتطبيق هذا المنهج في دراسة مفاهيم أخلاقية أساسية مثل الخير والعدالة. وكان أفلاطون أول من وصف المنهج السقراطي في "الحوارات السقراطية". فلحل مشكلة ما، قد يتم تحليلها إلى مجموعة من الأسئلة والتي تعمل إجاباتها تدريجيًا على الوصول إلى الحل المنشود. ويتجلى تأثير هذا المنهج بشدة اليوم في استخدام المنهج العلمي والذي لا تكون مرحلة الافتراض أول مراحله. ويعد تطوير هذا المنهج وتوظيفه من أبرز الإسهامات المستمرة لـ"سقراط" كما أنهما شكلا عاملاً رئيسيًا في ارتداء "سقراط" لعباءة مؤسس الفلسفة السياسية أو علم الأخلاق أو الفلسفة الأخلاقية، وفي تميزه كأبرز الشخصيات في كل الموضوعات الرئيسية المتعلقة بالفلسفة الغربية. لتوضيح استخدام المنهج السقراطي، تم طرح مجموعة من الأسئلة لمساعدة شخص أو مجموعة من الأشخاص على تحديد معتقداتهم الأساسية ومدى معارفهم. والمنهج السقراطي هو منهج سلبي قائم على التخلص من الافتراضات، والذي يكون بالعثور على الافتراضات الجيدة عن طريق تحديد الافتراضات غير الجيدة والتي تؤدي إلى التناقضات ثم التخلص منها. وقد تم تصميم هذا المنهج بحيث يجبر المرء على مراجعة معتقداته وتحديد مدى صحتها. وفي الواقع، قال "سقراط" ذات مرة: "أعرف أنكم لن تصدقوني ولكن أبرز صور التفوق الإنساني هي مساءلة الذات ومساءلة الآخرين".

معتقدات "سقراط" الفلسفية

من الصعب تمييز معتقدات "سقراط" عند فصلها عن معتقدات "أفلاطون". فليس لدى الاستدلال المادي الكثير الذي يمكن به التمييز بين معتقدات هذين الفيلسوفين. فإن "أفلاطون" هو من وضع النظريات المطولة الواردة في معظم حواراته وبعض العلماء يعتقدون أن "أفلاطون" انتهج الأسلوب السقراطي بشدة لدرجة جعلت من المستحيل التمييز بين الشخصية الأدبية والفيلسوف نفسه. وجادل آخرون بأن لـ "أفلاطون" نظريات ومعتقدات خاصة به ولكن أثير جدل كبير حول ماهية هذه النظريات والمعتقدات بسبب صعوبة فصل معتقدات "سقراط" عن معتقدات "أفلاطون" وصعوبة تفسير حتى الكتابات الدرامية المتعلقة بـ "سقراط". لذا, ليس من السهل التمييز بين المعتقدات الفلسفية الخاصة بـ "سقراط" عن تلك التي انتهجها "أفلاطون" و"زينوفون"، ولا بد أن نتذكر أن ما قد يتم نسبه لـ "سقراط" قد يعكس عن كثب الاهتمامات المحددة لهذين المفكرين. وما يزيد الأمر تعقيدًا هو حقيقة أن شخصية "سقراط" التاريخية اشتهرت على نحو سلبي بطرحها للأسئلة دون الإجابة عنها، مدعيين بذلك أنها تفتقر إلى الحكمة في الموضوعات التي تطرح على الآخرين أسئلة بشأنها بصفة عامة، إذا كان هناك ما يمكن ذكره عن المعتقدات الفلسفية لـ "سقراط"، فهو أنها كانت تتعارض أخلاقيًا وفكريًا وسياسيًا مع رفقائه الأثينيين. فحينما كانت تتم محاكمته لإدانته بالهرطقة وتخريب عقول شباب "أثينا"، استخدم "سقراط" منهجه السقراطي أو ما يعرف بأسلوب "إلينخوس" لكي يشرح لأعضاء هيئة المحلفين أن قيمهم الأخلاقية معتمدة على أفكار غير صحيحة. لقد أخبرهم أنه في الوقت الذي من المفترض أن يهتموا بنقاء أرواحهم, كانوا يبدون الاهتمام فقط بعائلاتهم وأعمالهم ومسئولياتهم السياسية. ولقد بدا أن اعتقاد "سقراط" بافتقار نفوس الأثينيين للأخلاقية كما اعترض "سقراط" على المذهب السوفسطائي بأن الفضيلة يمكن تعليمها للآخرين. لقد أحب أن يلاحظ أن الآباء الناجحين (مثل الجنرال العسكري البارز "بريكليز") لا ينجبون أبناءً يماثلونهم في المهارة والتفوق. وجادل "سقراط" بأن التفوق الأخلاقي يعد بمثابة شيء فطري وليس مرتبطًا بالرعاية التي يوفرها الوالدان لأبنائهم. وقد يكون هذا الاعتقاد هو الذي ساهم في عدم شعور "سقراط" بالقلق تجاه مستقبل أبنائه. كثيرًا ما ذكر "سقراط" أن أفكاره ليست من نسجه وإنما من نسج معلميه. ولقد ذكر "سقراط" عدة أشخاص كان قد تأثر بهم ومنهم "بروديكوس" مدرس علم البيان والعالم "أناكسوجوراس". وما قد يثير الدهشة هو أن "سقراط" ذكر أنه قد تأثر بشدة بسيدتين إلى جانب تأثره بوالدته، فقد قال إن "ديوتيما" الساحرة والكاهنة في مدينة "مانتيني" قد علمته كل ما يعرفه عن الحب (والمعروف باليونانية باسم eros)، كما علمته "آسبازيا" – وهي معلمة الجنرال العسكري "بريكليز" – علم البلاغة. Plato, وقد جادل "جون بيرنت" بأن المعلم الرئيسي لـ"سقراط" كان "أناكسوجوراين أرشيلوس" ولكن أفكاره كانت كما وصفها  وعلى الجانب الآخر، رأى "إيريك هافلوك" أن ارتباط "سقراط" بالمعلم "أناكسوجوراين" يعد دليلاً على اختلاف المعتقدات الفلسفية لـ "أفلاطون" عن تلك التي ينتهجها "سقراط".

المعرفة

غالبًا ما كان "سقراط" يذكر أن حكمته مقصورة على إلمامه بما يتصف به من جهل. وكان "سقراط" يؤمن بأن ارتكاب الأخطاء هو نتيجة للجهل وأن من يرتكبون الأخطاء يفتقرون إلى معرفة ما هو صحيح. والشيء الوحيد الذي ادعى "سقراط" باستمرار أن لديه معرفة به هو "فن الحب" والذي ربط بينه وبين مفهوم "حب الحكمة"، أي الفلسفة. إنه لم يدع قط أنه حكيم، ولكنه أدرك المسار الذي لا بد أن يسلكه محب الحكمة في سعيه وراء الحكمة. ولقد كان التوصل إلى ما إذا كان "سقراط" يؤمن بأن البشر (في مواجهة الآلهة مثل الإله أبولو) بإمكانهم بالفعل أن يصبحوا حكماء أم لا أمرًا محل جدال. فمن ناحية فرق"سقراط" بين الجهل البشري والمعرفة المثلى. ومن ناحية أخرى، وصف "أفلاطون" في كل من حوار "المأدبة" و"الجمهورية" منهجًا يمكن به الوصول إلى الحكمة. وفي حوار "ثيئيتيتس" (150a) لـ "أفلاطون"، قارن "سقراط" نفسه بصانع الزيجات(والمعروف في اليونانية باسم προμνηστικός promnestikós) كسبيل لتمييز نفسه عن القواد (والمعروف في اليونانية باسم προᾰγωγός proagogos). ولقد لاقى هذا التمييز صداه في حوار "المأدبة" لزينوفون (3.20)، حينما مزح "سقراط" بشأن تيقنه من قدرته على كسب ثروة طائلة إذا اختار أن يمارس مهنة القواد. وفيما يتعلق بتميز "سقراط" كمحاور فلسفي، فإنه يرشد الشخص الذي يجيب عن أسئلته إلى تصور أوضح للحكمة، وذلك على الرغم من أن "سقراط" نفسه يدعي أنه ليس مدرسًا (حوار "دفاع سقراط"). فكما يدعي، من الأنسب أن ينظر لدوره كدور مماثل للقابلة (ويطلق عليها في اليونانية اسم μαῖα maia. ويوضح "سقراط" أنه نبع ناضب من النظريات ولكنه يعرف كيف يساعد الآخرين على وضع النظريات كما يعرف كيف يحدد ما إذا كانت هذه النظريات مجدية أم غير مجدية والتي تعرف بالإنجليزية باسم wind eggs وتعرف باليونانية باسم ἀνεμιαῖον anemiaion وربما يكون الأمر الأهم هو أنه أوضح أن القابلة (الداية) تكون عاقرة بسبب كبر سنها في حين أن السيدات اللاتي لم تنجبن قط لا تستطعن أن تعملن كقابلات، فالمرأة العاقرة حقًا ليس لديها خبرة أو معرفة بعملية الولادة والقرارات التي يجب اتخاذها. وللحكم على ذلك الأمر، لا بد أن تكون لدى القابلة خبرة ومعرفة بما ستصدر أحكامًا بشأنه.

تمثال نصفي لسقراط في متحف باليرمو الأثري


اعتقد "سقراط" بأن أفضل طريقة يحيا بها البشر هي أن يركزوا على تطوير الذات بدلاً من السعي وراء الثروة المادية. وقد كان دائمًا ما يدعو الآخرين لمحاولة التركيز على الصداقات وعلى الإحساس بالمجتمع الحقيقي، لأن "سقراط" شعر بأن هذه هي الطريقة الفضلى لكي ينمو البشر كمجموعة. وقد وصل تطبيقه لهذه المبادئ إلى درجة أنه قبل في نهاية حياته الحكم بالإعدام في الوقت الذي ظن فيه الجميع أنه سيغادر أثينا هربًا منه، وذلك لأنه شعر بعدم القدرة على الهروب أو معارضة إرادة مجتمعه؛ وكما ذكرنا من قبل كانت بسالته المعروفة في أرض المعركة لا جدال فيها.


إن فكرة أن البشر يملكون فضائل معينة كانت تشكل ميزة مشتركة في كل تعاليم "سقراط". وتمثل هذه الفضائل السمات التي يجب أن يحظى بها كل إنسان، وعلى رأسها الفضائل الفلسفية أو العقلية. وقد أكد "سقراط" على أن "الفضيلة هي أقيم ما يملكه الإنسان؛ والحياة المثالية هي تلك الحياة التي تنقضي في البحث عن الخير. وتكمن الحقيقة وراء ظلال الوجود، ومهمة الفيلسوف هي التي يوضح للآخرين مدى ضآلة ما يعرفون بالفعل." [بحاجة لمصدر]

السياسة


غالبًا ما يقال أن "سقراط" كان يؤمن بأن "المثاليات تنتمي لعالم لا يستطيع فهمه إلا الإنسان الحكيم"، مما يجعل الفيلسوف هو الشخص الوحيد المناسب للتحكم في الآخرين. وفي حوار أفلاطون "الجمهورية"، لم يكن "سقراط" مرنًا أبدًا بخصوص معتقداته فيما يتعلق بالحكومة. فاعترض بشكل صريح على الديمقراطية التي حكمت "أثينا" في ذلك الوقت. ولكنه لم يعترض فقط على الديمقراطية في "أثينا": وإنما اعترض على أي شكل من أشكال الحكومات الذي لا يتواءم مع أفكاره المثالية عن جمهورية كاملة يحكمها الفلاسفة، وقد كانت الحكومة في "أثينا" أبعد ما تكون عن هذه الحال. إلا أن من الممكن أن تكون أقوال "سقراط" المذكورة في حوار أفلاطون "الجمهورية" مصبوغة بآراء أفلاطون نفسه. في السنوات الأخيرة من حياة "سقراط"، كانت أثينا تمر بتغيرات مستمرة نتيجة للاضطرابات السياسية. وأخيرًا أطاحت حكومة "الطغاة الثلاثون"، بالديمقراطية. وكان يقود هذه الحكومة "كريتياس" أحد أقرباء "أفلاطون" والذي كان تلميذًا من تلامذة "سقراط". وظلت حكومة الطغاة تحكم "أثينا" قرابة عام قبل أن تعود الديمقراطية لتتقلد الحكم مرة ثانية، وفي هذا الوقت أعلنت هذه الحكومة العفو العام عن جميع الأفعال التي قامت بها مسبقًا. غالبًا ما تُنكَر معارضة "سقراط" للديمقراطية، كما أن هذه المسألة تعد من الموضوعات الفلسفية المثيرة للجدل عند محاولة تحديد الأفكار التي آمن بها "سقراط" بالفعل. ومن أهم الحجج التي يسوقها هؤلاء الذين يزعمون عدم إيمان "سقراط" بفكرة الحكام الفلاسفة هي أن هذه الفكرة لم يتم التعبير عنها قط قبل حوار "الجمهورية" لـ "أفلاطون"، الذي يعتبر بشكل عام أحد حوارات أفلاطون المتوسطة ولا يمثل آراء "سقراط" التاريخية. علاوة على ذلك، وطبقًا لما ورد في أحد حوارات "أفلاطون" المتقدمة "دفاع "سقراط" أن "سقراط" رفض ممارسة السياسة التقليدية؛ وأقر بشكل متكرر أنه لا يستطيع النظر في شئون الآخرين أو إخبار الناس كيف يعيشون حياتهم في حين إنه لم يستطع حتى الآن فهم كيف يعيش حياته هو. لقد كان "سقراط" يؤمن بأنه فيلسوف همه الأكبر هو السعي وراء الحقيقة، ولم يدع أنه عرفها بشكل كامل. كما أن قبول "سقراط" لحكم الإعدام الذي صدر ضده بعد إدانته من مجلس الشيوخ اليوناني، يمكن أيضًا أن يدعم هذا الرأي. ومن المعتقد غالبًا أن معظم التعاليم المضادة للديمقراطية كانت من "أفلاطون"، الذي لم يتمكن يومًا من التغلب على سخطه عما حدث لمعلمه. على أية حال، من الواضح أن "سقراط" كان يعترض على حكم الطغاة الثلاثين تمامًا كاعتراضه على الديمقراطية؛ وعندما استدعي للمثول أمامهم للمساعدة في القبض على أحد المواطنين من "أثينا"، رفض "سقراط" أن يقوم بهذا وفر من الموت بأعجوبة، وكان هذا قبل أن يطيح الديمقراطيون بجماعة الطغاة. ومع ذلك، فقد تمكن "سقراط" من تأدية واجبه كعضو في مجلس الشيوخ الذي عقد محاكمة لمجموعة من الجنرالات الذين قادوا معركة بحرية مدمرة؛ وحتى عندئذ كان يحتفظ بتوجهه غير المرن؛ إذ كان أحد هؤلاء الذين رفضوا المواصلة بطريقة لا تدعمها القوانين، على الرغم من الضغط الشديد ومن خلال تصرفاته وأفعاله، نستطيع القول إنه كان ينظر إلى حكم الطغاة الثلاثين بوصفه حكمًا أقل شرعية من مجلس الشيوخ الديمقراطي الذي حَكَم عليه بالإعدام.

التصوف


في حوارات "أفلاطون"، يبدو أن "سقراط" كان دائمًا ما يدعم الجانب المتصوف، إذ يناقش مسألة التقمص والأديان الغامضة؛ إلا أن هذا كان ينسب بشكل عام لـ "أفلاطون". وبغض النظر عن ذلك، فإننا لا نستطيع تجاهل هذا الموضوع، لأنه ليس في وسعنا التأكد من الاختلافات بين وجهات نظر "أفلاطون" و"سقراط"؛ بالإضافة إلى أنه يبدو أن هناك بعض النتائج الطبيعية في أعمال "زينوفون". ففي ذروة الطريق الفلسفي كما هو موضح في حواري "المأدبة" و"الجمهورية" لـ"أفلاطون"، يصل المرء إلى بحر الجمال (وهي مرحلة الوصول إلى أعلى مراتب الحقيقة عند الصوفيين ومن يزعم أنه يصل إلى هذه المرحلة غالبًا ما يقول إن الحقيقة تنصهر في بوتقة واحدة أو بحر واسع تذوب فيه كل الاختلافات وهي مصدر كل جمال) أو يصل إلى رؤية شكل الخير في تجربة أشبه بالكشف الصوفي؛ وعندها فقط يمكن أن يصبح المرء حكيمًا. (في حوار "المأدبة"، يعزي "سقراط" خطابه بخصوص الطريق الفلسفي إلى أستاذته الكاهنة "ديوتيما"، التي لم تكن واثقة حتى من أن "سقراط" يستطيع الوصول إلى الألغاز الكبرى أم لا.) أما في حوار "مينون"، فقد أشار "أفلاطون" إلى احتفالات "أثينا" بطقوس عبادة الإلهين "ديميتر" و"بيرسيفون"، مخبرًا "مينون" إنه سيفهم أجوبة "سقراط" بشكل أفضل إذا ما بقى حتى ميعاد هذه المراسم في الأسبوع القادم. وثمة ارتباك ينتج عن طبيعة هذه المصادر، لدرجة أن هناك جدلاًَ حول ما إذا كانت الحوارات الأفلاطونية هي أحد أعمال فيلسوف فنان، ولا يستطيع القارئ العادي أو حتى المثقف فهم المعنى بسهولة. وقد كان "أفلاطون" نفسه مؤلفًا للمسرحيات قبل أن يتجه إلى دراسة الفلسفة. وتعتبر أعماله، بالفعل، حوارات؛ واختيار "أفلاطون" لهذه الحوارات إلى جانب أعمال "سوفوكليس" و"إيريبيدوس" وأدب المسرح، ربما يعكس الطبيعة التأويلية لأعماله. والأكثر من ذلك هو أن الكلمة الأولى في معظم أعمال "أفلاطون" هي مصطلح وثيق الصلة بهذه الدراسة بعينها، وهي تتوافق مع التعريف المتفق عليه بالإجماع. وأخيرًا، فإن حواري "فايدروس" و"المأدبة" يشيران إلى توصيل "سقراط" للحقائق الفلسفية في المحادثات بشكل غامض؛ ويتضح أيضًا في حوار "فايدروس" أن "سقراط" يتصف بالغموض في كل الكتابات. والتصوف الذي نجده غالبًا في "أفلاطون" والذي يظهر في أكثر من مكان ويتخفى وراء الرمز والسخرية، غالبًا ما يكون مختلفًا مع التصوف الذي يقدمه "سقراط" في كتابات "أفلاطون" في بعض الحوارات الأخرى. إذا ما استعنا بالحلول التصوفية التي أوردها سقراط في الإجابة عن التساؤلات والتحليلات في وقتنا الحالي, فإنها ستفشل في الإجابة عنها وستفشل في إرضاء القراء المتعطشين لمعرفة إجابات عن هذه التساؤلات. ولكن سواء ستفشل هذه الحلول التصوفية في إرضاء القراء الواعيين والمدركيين لهذه الحلول أم لا تعد مسألة أخرى, ولكن من المحتمل أنها ستفشل أيضًا. ربما كان من أكثر الأشياء الممتعة في هذا الموضوع هو اعتماد "سقراط" على ما كان يطلق عليه اليونانيون جني سقراط أو "وحي دلفي" (وهو صوت يهتف به جني متلبس بسقراط كي يمنعه من ارتكاب خطأ ما وفي اليونانية، يُعرف باسم ἀποτρεπτικός apotreptikos). وكان هذا هو صوت الجني{/0 } الذي يمنع "سقراط" من الدخول في السياسة. وفي حوار "فايدروس"، قيل لنا إن "سقراط" كان يعتبر هذا شكلاً من أشكال "الجنون المقدس"، نوع من الجنون الذي يعتبر هبة من الآلهة والذي يمنحنا الشعر والتصوف والحب وحتى الفلسفة. أو يمكننا القول إن هذا الصوت الداخلي غالبًا ما ينظر إليه بوصفه "الحدس"، ومع ذلك فإن تسمية"سقراط" لهذه الظاهرة باسم "جني سقراط" يعني أن أصلها غامض ومنفصل عن أفكاره الخاصة.

يعتبر "أفلاطون" و"زينوفون" و"أرسطو" هم المصادر الأساسية لمعرفة تاريخ "سقراط"؛ إلا أن "زينوفون" و"أفلاطون" كانا من التابعين الذين تتلمذا على يد "سقراط"، وبالتالي فإنهم يضعونه في صورة مثالية؛ ومع ذلك، فإن ما كتبوه عن "سقراط" يعتبر هو المصدر الوحيد الذي وصل إلينا كأوصاف متواصلة لـ "سقراط". أما "أرسطو" فقد كان يشير من آن لآخر، بشكل عابر، لـ "سقراط" في كتاباته. وجدير بالذكر إن معظم أعمال "أفلاطون" كانت تتمحور حول "سقراط". ولكن يبدو أن أعمال "أفلاطون" الأخيرة كانت فلسفته الخاصة ولكنه وضعها على لسان معلمه.

إن الحوارات السقراطية هي عبارة عن سلسلة من الحوارات التي كتبها "أفلاطون" و"زينوفون" على شكل مناقشات بين "سقراط" وأشخاص آخرين من زمنه، أو مناقشات بين تابعي "سقراط" حول مفاهيمه وأفكاره. ويعتبر حوار "فيدون" الخاص بـ "أفلاطون" مثالاً على الفئة الأخيرة. وعلى الرغم من أن حوار "دفاع سقراط" يعتبر مونولوج على لسان "سقراط"، فإنه عادةً ما يوضع في زمرة الحوارات. ويعتبر حوار "دفاع "سقراط" تسجيلاً للخطاب الفعلي الذي ألقاه "سقراط" أثناء دفاعه عن نفسه في المحكمة. ويتكون الدفاع في نظام المحلفون الأثيني من ثلاثة أجزاء: خطاب متبوعًا بتقييم أو دفاع مضاد عن نفسه ثم بعض الكلمات الأخيرة. إن المرادف الإنجليزي لحوار "دفاع سقراط" هو apology والمرادف اليوناني له هو apologia، ولكنه ليس مصطلحًا مستخدمًا في وقتنا الحالي. بشكل عام، لا يضع "أفلاطون" أفكاره الخاصة على لسان متحدث بعينه؛ وإنما يترك الأفكار لتنبثق من خلال المنهج السقراطي، تحت إشراف "سقراط". وتوضح معظم الحوارات أن "سقراط" يطبق هذا المنهج إلى حد ما، ولا أدل على ذلك من حوار "إيوثيفرو". في هذا الحوار, يمر "سقراط" و"إيوثيفرو" بتأكيدات متعددة لتنقيح الإجابة عن سؤال "سقراط" "ما التقي وما العاصي؟" في حوارات "أفلاطون"، يبدو التعلم وكأنه عملية تذكر. إن الروح، قبل أن تتجسد في جسد الإنسان, كانت في عالم الأفكار (وهو عالم شبيه بالأفكار الأفلاطونية). وهناك كانت ترى الأشياء على حقيقتها، وليس الظلال الباهتة أو النسخ التي نراها على الأرض. ومن خلال عملية الاستجواب، يمكن أن نجعل الروح تتذكر الأفكار في شكلها النقي، الأمر الذي يؤدي إلى الحكمة. وبالنسبة لكتابات "أفلاطون" التي تشير إلى "سقراط" بشكل خاص، ليس من الواضح دائمًا أي من الأفكار التي يثيرها "سقراط" (أو اصدقاؤه) هي في الحقيقة تخص "سقراط" وأيها ربما يكون إضافات جديدة أو تفسيرات وضعها "أفلاطون" – ويعرف هذا بالمشكلة السقراطية. وبشكل عام، تعتبر الأعمال الأولى لـ "أفلاطون" قريبة إلى روح وشخصية "سقراط"، في حين إن الأعمال الأخيرة له – بما فيها حواري "فيدون" و"الجمهورية" – من المحتمل أن تكون نتيجة لتفسيرات "أفلاطون".

التراث

التأثير الفوري

على الفور انطلق تلامذة "سقراط" إلى العمل على تطبيق تصوراتهم لتعاليم "سقراط" في السياسة وأيضًا على تطوير الكثير من المدارس الفلسفية الجديدة للتفكير. لقد كان بعض طغاة "أثينا" المثيرين للجدل والمعارضين للديمقراطية من تلامذة "سقراط" المعاصرين أو غير المعاصرين له ومن ضمنهم "ألسيبيادس" و"كريتياس". وقد واصل "أفلاطون"، ابن عم "كريتياس" تأسيس مدرسته التي أطلق عليها "الأكاديمية" في عام 385 قبل الميلاد – والتي حظيت بشهرة واسعة لدرجة أن اسمها أصبح كلمة تعني مؤسسة تعليمية في اللغات الأوروبية الحديثة مثل الإنجليزية والفرنسية والإيطالية. أما عن "أرسطو"، تلميذ "أفلاطون" وصديقه، والذي يعد من الشخصيات شديدة الأهمية في العصر الكلاسيكي، فقد ذهب لتعليم "الإسكندر الأكبر" وأسس مدرسة خاصة به في عام 335 قبل الميلاد والتي أطلق عليها الليسيه، وقد أصبح هذا الاسم أيضًا يعني الآن مؤسسة تعليمية. في حين تم إظهار "سقراط" على أنه يقلل من شأن المعرفة المؤسسية مثل الرياضيات أو العلوم مقارنة بالظروف الإنسانية في حواراته، فإن "أفلاطون" أكد عليها مضيفًا إليها معنى تجريدي يعكس ذلك الخاص بـ "فيثاغورس" – الذي سيطر على الفكر الغربي في عصر النهضة. كما أن "أرسطو" نفسه كان فيلسوفًا وكان عالمًا له أعمال بارزة في مجالي الأحياء والفيزياء. إن الفكر السقراطي, وهو في طريقه لتحدي الأعراف والتقاليد وخاصةً عند تأكيده على الطريقة المبسطة للحياة، أصبح منفصلاً عن أكثر مساعي "أفلاطون" الفلسفية استقلالاً ولكنه ورث بشكل كبير من قبل أحد تلامذة "سقراط" الأكبر سنًا، "أنتيستنيس" الذي أصبح مؤسسًا آخر لإحدى الفلسفات في السنوات التي تلت موت "سقراط" ألا وهي الفلسفة الكلبية. وقد هاجم "أنتيستنيس" في كتاباته "أفلاطون" و"ألسيبيادس" على ما اعتبره خيانة لمعتقدات "سقراط". شكلت فكرة الزهد جنبًا إلى جنب مع فكرة الحياة المتسمة بالأخلاق أو التقوى، والتي تجاهلها كل من "أفلاطون" و"أرسطو" بينما تناولها الكلبيون، جوهر فلسفة أخرى في عام 281 قبل الميلاد – ألا وهي الفلسفة الرواقية عندما اكتشف "زينون" من مدينة "سيتيوم" أعمال "سقراط" وبعد ذلك يتعلم من "كراتيس" الفيلسوف الكلبي. ولكن لم ترث أي من المدارس الفلسفية ميله لاحترام المرأة والمواطن العادي والشراكة معهما.

التأثيرات التاريخية اللاحقة

منذ وفاة "سقراط" وحتى يومنا هذا، يتم تقييم "سقراط" والتفاعل معه من خلال طرح استفسارات فلسفية وتاريخية تتعلق به، لتكون النتيجة متمثلة في عدد هائل من النتائج ووجهات النظر. ومن الانتقادات الأولى التي وجهت لـ "سقراط" في أثناء محاكمته أنه ليس مناصرًا للفلسفة وإنما هو فرد عادي يتبع منهجًا يهدف من ورائه إلى إفساد وضعف بنية المجتمع الأثيني، وذلك الانتقاد شكل التهمة التي أدين بها "سقراط" من قبل هيئة من المحلفين الأثينيين بلغ عددها 500 شخص والتي من أجلها حكم عليه بالإعدام. وعلى الرغم من أن حكم الإعدام لم يصدر بسبب صلته بأحد قادة الطغاة الثلاثين الذي يؤيد أسبرطة – وهو "كريتياس" -، فإنه نظر إليه كشخصية مثيرة للجدل قامت بتشويه سمعة الديمقراطية الأثينية وقامت بتعليم المؤيدين لحكم القلة والذين صاروا طغاة فاسدين. لقد ظل الفكر السوفسطائي الذي هاجمه "سقراط" في حياته موجودًا بعد وفاته ولكن سرعان ما تفوقت عليه مدارس الفكر الفلسفي العديدة التي أثر فيها "سقراط" في القرن الثالث قبل الميلاد. نظرًا لأنه تم اعتبار وفاة "سقراط" كحدث رمزي ولأنه احتل مكانة شهيد الفلسفة، لم تجد أحدث الانتقادات والتالية لوفاته في ذلك الوقت سبيلاً لتخلل الأذهان. على الرغم من ذلك، حاول "زينوفون" أن يوضح أن "سقراط" قبل عن عمد فكرة تناول سم نبات الشوكران بسبب كبر سنه مستخدمًا الشهادة المدمرة للذات التي أدلاها "سقراط" أمام هيئة المحلفين والتي أثارت جدلاً كبيرًا كدليل على ما يقول. وكانت الانتقادات المباشرة لـ "سقراط" قد اختفت تقريبًا في ذلك الوقت، ولكن كان هناك تفضيل ملحوظ حتى في العصور الوسطى لـ "أفلاطون" أو "أرسطو" على عناصر الفلسفة السقراطية المختلفة عن تلك التي يراها تلاميذه. ولأنه ما من معلومات كثيرة متوفرة عن الفيلسوف "سقراط" وربما توفرت معلومات قام "أفلاطون" بتغييرها، يعتقد العلم الحديث بأنه من المستحيل تكوين صورة واضحة لشخصية "سقراط" وسط كل هذه التناقضات الظاهرية. ويتضح ذلك بشكل أكبر حينما يوضع في الاعتبار أن مذهبي الكلبية والرواقية والذين تأثرا بشدة بأفكار "سقراط" لا يشبهان مذهب الأفلاطونية, بل يعارضانه. ويعد هذا الغموض والافتقار إلى موثوقية المعلومات المتوفرة عن هذا الفيلسوف أساسًا حديثًا للنقد – حيث أنه شبه مستحيل أن نعرف "سقراط" الحقيقي. كما أثير الجدال أيضًا حول الادعاءات التي أبداها "سقراط" بشأن إقصاء نفسه عن العادات اللوطية لليونان القديمة وعدم إيمانه بالآلهة الأولمبية لدرجة أنه صار توحيدي، أم إن تلك الادعاءات كانت محاولة قام بها علماء العصور الوسطى لمصالحة "سقراط" بأخلاقيات العصر. ومع ذلك، لا تزال حقيقة أن "سقراط" هو مؤسس الفلسفة الغربية الحديثة حقيقة يعلمها الجميع إلا القليل وحقيقة يتم تدريسها بشكل شائع، وقد بلغ الأمر أنه يشار إلى الفلاسفة الذين سبقوه باسم الفلاسفة ما قبل "سقراط".

    ثمة اكتشافان يمكن بحق عزو الفضل فيهما إلى سقراط : المقال الاستقرائي والتعريف العام وكلاهما للعلم نقطة انطلاق (أرسطو)

    ما من أحد راى قط سقراط أو سمعه يفعل أو يقول شيئا فيه تدنيس للمقدسات أو كفر كما انه ما كان يناقش خلافا لمعظم الاخرين حول طبيعة الكون وما يبحث كيف ولد ما يسميه الفلاسفة العالم (كزينوفون)

    لم يكن أحد يضاهيه قدرة على الإقناع لما اوتيه من موهبة في الكلام ولما كان ينطق به محياه من تعابير وبكلمة واحدة لتميز شخصيته وتفردها ولكن هذا فقط ما دام غير غاضب اما متى عصفت به سورة هذا الانفعال فان بشاعته تصبح مخيفة لا تطاق وعندئذ ما كان يمسك نفسه عن اي قول أو اي فعل

      ورحل  سقراط  ورغم  صدور  حكم بأعدامه  لم يحاول  ولم يفكر  في الهرب  فقد كان  يؤمن  بمبادئه  ايمانآ عميقآ  وراسخآ قال فيه  ا( انني  افضل  ان اموت  شجاعآ  ..... خيرآ  من احيا  جبانآ )   وفي عوده الي كل مواطن  الجمال  في تضاريس  وجغرافيه  شخصيه  سقراط  سوف نجد  ان  كل مواطن الجمال  فيها مستمده  من التاريخ الاسلامي  العظيم  فاذا كان  سقراط  مجرد فرد  فها هو  قائد  مثل ( طارق بن زياد )  وهو خارج بلاده  ووجد ان  جيشه  يحاول  الانسحاب  قام  بأحراق  سفنه  كلها  ووجه  كلامه  الي  جيشه  وجنوده  قائلآ  مقولته  التاريخيه  الشهيرة (  العدو امامكم ......  والبحر ورائكم ) و هنا  لم  يجد  الجيش  امامه  وخلفه  سوي الموت  فأستماتوا  في القتال  وانتصروا  في اسبانيا  ولا يزال  المضيق  المعروف هناك بأسم ( مضيق جبل طارق )  حيآ وشاهدآ  علي رجال  كان مبدأهم  (  احرص  علي الموت توهب لك الحياه  )  كما علمهم  نبيهم  ورسولهم  الكريم  سيدنا محمد  صلي الله عليه وسلم  (إن في الشجاعه  لسحرآ  )  وعلمهم  من خلال  القران الكريم  في قوله  تعالي  

     بسم الله الرحمن الرحيم  

     ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه  فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلآ )

     ( صدق الله العظيم )

     وصلي الله علي سيدنا  محمد وعلي اله وصحبه وسلم

واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين

     

     

                                   

                      

           

               وداع
وداع .............لا.......لاتقولي وداع ...........نعم ..........لا تقولي وداع .......ولا تتركي دنيتي و عالمي .......يا كل دنيتي..........وكل عالمي...........واجمل ذكرياتي ..........ووطني ..........وقريتي ..........وكل بلادي ........وقارتي ............لا ...........لا...........لاتقولي وداعآ يومآ ما طال الزمان ..........او قصر........فانتي انا ...........وانا انتي .........وانا بكي ولكي ..........وانتي التي خُلقتي من اجلي ...........وانا من خُلقت من اجلكي ..........فكيف تقولي وداعآ ياشمسآ  في نهاري ..........وقمرآ  في ليلي ..........ونورآ..........وبدرآ وبدور...........تدور من حولي ..........وتشع في حياتي وفي طريقي الحب والنور...........تمهلي ............ولاترحلي .......ولاتقولي وداعآ يامن ملكتي حياتي وكياني وكل وجداني ..............فاحببتك وفاض حبك  ..........حتي احببت من شلالات فيضانه .............كل من عاداني ............فياحلم النهار ...........وحلم المساء............وحلم العمر كله .........بدلآ من ان تقولي وداع.......عجلي باالقاء ........... حتي تطير سعادتي ............وتدورفي كل شبر علي وجه الارض.......وتبلغ عنان السماء ................ونمحو كل حروف ومعاني الفراق ................وندور سويا في قارة العشاق ...........والتي لامكان فيها ولا وجود للهجر.........والوداع..........والفراق .............بل يغلفها الحب ...........وترويها بحور الشوق ............والاشواق .............فكيف ...........وكيف ...........تقولي وداعآ...........يا حلمآ ...........ويا املآ اعيش..............واحيا..............واتغني بجماله ...........في عالم   علمناه .............بحبي وحبك............وروعة حبنا...........ان المستحيل .............ان يكون هناك ...........مستحيل ..............فحبي لكي فاق  في ميزانه.............ميزان كل الاحبه والعشاق ..............في زمانناوسائرالازمان ...........فانا وانتي لم............ولن نسدل عليه يوما ................ستائرالنسيان...............فهوحب فاق في ميزانه كمآ وكيفآ  اشجار ...........الكون كله.............بل واوراق الاشجار.............وزادعن كل مياه الامطار ...........وفاض عن مياه الانهار..........والبحار.............بل وزاد عن حبات الرمال ......................فكيف بعدكل هذا...............وغيره تقولي ...........وداع .........فانتي وطني ودنيتي .وعيونك نجوم بتضوي ونورها مصاحبني في  سماي وغربتي ..........فتعالي ندخل كتب الحكاوي واروي سنينك غناوي .........لا دا احناهانجري ونطير ......وهانخلي حكايةحبنا تفوق كل الاساطير فكيف تقولي لي وداع في عالم تعلمين جيدآ بانني لن اجد فيه من اقصاه الي اقصاه .........سواكي بديلآ............فكم اعلنتها دومآ...........ودائمآ............مرارآ...............وتكرارآ..............بانني لن ارضي عن حبكي بديلآ..............ولن ارفع يومآ ما.........رايه بيضاء............اوحتي ارفع منديلآ ..................................................حبيبك....................................

الاثنين، 26 يناير 2015

             







                              من قارة المنسيين

                                              أفلاطون               

نسوة هناك  ......  نسوا صاحب  ( مدرسه  الحب  الافلاطوني ) والذي  يعني  ويقصد  ويلخص فيه  افلاطون  المعني  الوحيد والحقيقي  للحب  وهو  الحب  للحب  والحب  في الحب  والحب  من اجل الحب   دون  اي رغبه  او  مصلحه  او منفعه  بل هو  (  حب  عذري  خالص )    وها هو  افلاطون   

ويعني اسمه: «واسع الأفق

 وهو فيلسوف يوناني كلاسيكي، رياضياتي، كاتب عدد من الحوارات الفلسفية، ويعتبر مؤسس لأكاديمية أثينا التي هي أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي، معلمه سقراط وتلميذه أرسطو، وضع أفلاطون الأسس الأولى للفلسفة الغربية والعلوم. كان تلميذا لسقراط، وتأثر بأفكاره كما تأثر بإعدامه الظالم.

نبوغ أفلاطون وأسلوبه ككاتب واضح في محاوراته السقراطية (نحو ثلاثين محاورة) التي تتناول مواضيع فلسفية مختلفة: نظرية المعرفة، المنطق، اللغة، الرياضيات، الميتافيزيقا، الأخلاق والسياسة

أفلاطون (يسار) وأرسطو (يمين)

ولد أفلاطون في أثينا أوأجانيطس، لا يعرف تاريخ ولادته بالتحديد، ولكن من المرجح أن يكون قد ولد بين عامي 429 - 423 ق.م. عاش أفلاطون في أفضل فترات أثينا، حيث كانت الثقافة اليونانية في أوج ازدهارها في عهد بيركليس -عهد العلم السقراطي وفن فدياس-. ينحدر أفلاطون من عائلة أرستقراطية عريقة كان لها دور في المجتمع اليوناني، أمه من سولون، وأبوه كان ينتمي لكوديرين، وكان يدعى "أريستون".

طبقا لما ذكره المؤرخ ديوجين ليوشيس (200م) فإن والد أفلاطون يرجع نسبه من أبيه إلى أحد ملوك أثينا يدعى Codrus ومن أمه إلى ملوك ميسينيا.[5] والدة أفلاطون اسمها بينكتوني(Περικτιόνη) وهي من سلالة القانوني والشاعر اليوناني الأرستقراطي سولون بينكتوني أخت اليوناني كريتياس (Κριτίας) وابنة كارميدوس (Χαρμίδης)، كلاهما شخصيات بارزة من الطغاة الثلاثين أوالأوليغاركيون الذين جاءوا بعد انهيار أثينا عند الانتهاء من الحرب البيلوبونيسية (403-404 ق.م).ريستون وبينكتوني والدا أفلاطون كان لديهم ثلاثة أبناء آخرين غير أفلاطون، الأكبر وهو أدمينتوس والآخر قولاكن والأخيرة بوتون -أم الفيلسوف سيوسيبس الذي تزعم أكاديمية أفلاطون بعد وفاته-وفقا لما ذكره أفلاطون في كتاب الجمهورية أن أدمينتوس وقولاكن يكبرونه سنا.

لم يشترك أفلاطون بشكل مباشر في الحياة السياسية ولكنه حاول أن يطبق أفكاره بأي شكل، وكان يدعو إلى تغيير كل النظام السياسي وإلى "جعل الفلاسفة ملوكا". كان مقتنعا تماما بأن السياسة على يد الفيلسوف ستحول العالم تماما في اتجاه فكرة الخير، ولكن ذلك لم يحدث، فلم يصنع سيمون، بيركليس، تيموستوكليس وميلسياديس من الأثينيين بشرا أحسن، فقد كان دورهم فقط يعتمد على توسيع حدود أثينا، وقد عرفوا بأنفسهم الشر والظلم الكامنين عند الأثينيين، وهذا يعني بأنهم لم ينجحوا في تربيتهم بروح الخير والعدل أو أنهم لم يريدوا ذلك، كتب أفلاطون في "جورجياس":

   أفلاطون    أعتقد أنني مع بعض الأثينيين -حتى لا أقول بأني وحدي- نقوم بعمل سياسي حقيقي       أفلاطون

سافر أفلاطون في أثناء تجواله إلى سيراكيوز وعقد صداقة هناك مع صهر الحاكم ديونسيوس الكبير، والذي كان يدعى -أي الصهر- ديون، ولكن الحاكم خاف من الإثارة السياسية، فطرد أفلاطون، وعندما توفي ديونيسيوس في عام 367 ق.م، أرسل ديون لأفلاطون لكي يأتي ويقوم بتوجيه ديونيسيوس الصغير -الحاكم الجديد-. استمر تأثير أفلاطون على الحاكم لفترة قصيرة، وأغلب الظن أنه قد وجهه للدراسة الهندسية -باعتبارها علما أساسيا للحاكم المثالي-. وبعد فترة قصيرة اتهم ديون بالتطلع للحكم وأطيح به، وعندها عاد أفلاطون لأثينا. وفي عام 361 ق.م، سافر أفلاطون إلى صقلية للمرة الثالثة في محاولة منه لعقد صلح بين ديونيسيوس وديون، ولكن محاولاته باءت بالفشل، ووجد نفسه في خضم حرب أهلية نجا منها بصعوبة، وهكذا انتهى مشواره السياسي بالفشل وخيبة الأمل.

فيما عدا هذا النشاط السياسي المحدود، قضى أفلاطون الأربعين عاما الأخيرة من حياته في أثينا منقطعا للعلم والتدريس. لم يتزوج، عاش في مدرسته محاطا بتلاميذه، وكان يعيش حياة مرفهة، وقد هاجمه ديوجنيس الكلبي لكثرة التحف الموجودة في منزله. كان يقوم بتطوير أفكاره باستمرار، وقد قام قبل وفاته بوقت قصير بإجراء بعض التعديلات في الجزء الأول من مؤلفه "الجمهورية"، والذي كان قد كتبه قبل بضع سنوات.

تعليمه

تربى أفلاطون في عائلة مثقفة، اهتمت بتربيته بدنيا وفكريا، ذكر لوكيوس أبوليوس أن الفيلسوف سيوسيبس أشاد بذكاء وسرعة تفكير أفلاطون، حيث أن أفلاطون تلقى منذ صغره التعليم على يد مدرس خاص وهو الذي أطلق عليه اسم "أفلاطون"، إذ أن اسمه الحقيقي كان أريستوكليس. أحرز العديد من الانتصارات في الدورات الأولمبية، حيث ذكر ديئوتشيس أن أفلاطون تصارع في دورة ألعاب اسثميان تعلم الشعر والموسيقى والرسم والجمباز والنحو، وأظهر ميلاً شديداَ إلي العلم الرياضي ثم اتجه إلى دراسة الفلسفة على يد أحد أتباع هيرقليطس. وكان فنانا دائما، مع أن إبداعاته ظهرت في مجال آخر من مجالات المعرفة.

و في سن العشرين تعرف على سقراط وأعجب به، ولازمه لمدة ثماني سنوات، وكان لهذه السنوات تأثير حاسم على حياته، حيث صقلت معارفه، بالذات في علمي المنطق والأخلاق، عدا ذلك كان أفلاطون يتعرف على كل الاتجاهات السائدة في عصره مثل أفكار أرستيب وأنتيستينس وإقليدس. ثم كان لإعدام سقراط وتجرعه السم من أهم الأسباب التي دفعت به إلى ميغاري حيث زار إقليدس ومكث إلى جواره ثلاث سنوات، ثم اتجه إلى مصر وشاهد عظمة آثارها واجتمع بكهنة عين شمس فأعجب بعلومهم وخاصة الفلك ثم اتجه من مصر إلى قورينا فالتقى بعالمها الرياضي المشهور تيودورس، واستمرت رحلات أفلاطون اثني عشر عاما عاد بعدها إنسانا ناضجا تماما، ثم عاد إلى أثينا عندما نشبت الحرب بين أثينا واسبرطة، واستقر هناك حيث أسس مدرسة في أكاديموس وانقطع للكتابة والتعليم

مؤلَّفاته

"الجمهورية" لأفلاطون

يغلب على مؤلفات أفلاطون طابع المحاورة وهو أسلوب كان شائعاً في العصر الذي ازداد فيه نشاط السفسطائيين وسقراط.يعد أفلاطون أول فيلسوف يوناني وصلتنا جميع مؤلفاته، وقد نشرها كلها تراسيلوس، ولكننا لا نستطيع أن نجزم بأن كل ما وصل إلينا من كتب تحمل اسم أفلاطون تصح نسبتها إليه، فقد أثبت النقد التاريخي أن هناك محاورات منحولة نسبت إلى أفلاطون وقد ثبت أنها ليست له، وعلى هذا فإننا نكتفي هنا بالإشارة إلى المؤلفات التي تعرف مؤرخو الفلسفة على صحة نسبتها إليه.أما من حيث تصنيف هذه المؤلفات فقد تمكن العلماء -بعد دراسة أسلوب المحاورات وموسوعاتها من ترتيبها على هيئة تصنيف زمني تطوري حسب أطوار حياة المؤلف- فهناك مؤلفات ترجع إلى عهد الشباب (المحاورات المبكرة)، وأخرى تم تأليفها بعد إنشاء الأكاديمية (محاورات المرحلة المتوسطة)، أما المجموعة الثالثة فهي من إنتاج أفلاطون في عهد الشيخوخة (محاورات المرحلة الأخيرة).

أغلب عناوين مؤلفاته مأخوذة من اسم أحد المحدثين في المحاورة. لم يضع أفلاطون مؤلفا خاصا حول نظرية الفكرة -التي تشكل أساسا لمفاهيمه- ولكن كانت مؤلفاته جميعها توضح هذه النظرية.

ظهرت أفكار أسطورية تقول بأن أفلاطون كتب أيضا مؤلفات غامضة للروحانيين. من المؤكد أن محاضراته في الأكاديمية كانت تختلف عن مؤفاته (بحسب قول أرسطو).

يعتبر الكثيرون مؤلفات أفلاطون متفردة في نوعها، لأنها عبارة عن حوار، وهذا ناتج من تأثير أسلوب سقراط عليه، وأيضا الرغبة في تقريب الكتابة من الكلام، والذي كان أفلاطون يعتبره أرقى من الكتابة (يتضح ذلك في مؤلفه "فايدروس")، ولأن أفلاطون لم يكن مفكرا فقط، بل كان كاتبا ممتازا أيضا، ولمحاوراته قيمة فنية، إذ كان يتميز بقدرة كبيرة على جذب القارئ وبتشخيص الناس والمواقف ببراعة. أيضا من مميزات مؤلفات أفلاطون أن المتحدثين في محاوراته هم العلماء والساسة والمثقفون المعاصرون له، وهو لم يقل كلمة واحدة في محاوراته (ومن هنا توجد صعوبة في تحديد آرائه). تتميز محاورات أفلاطون بحيوية الكلام الدارج، وهي بعيدة عن أسلوب كتابة الكتب العلمية الجافة، ومن الصعب فيها التمييز بين المقولات الجادة والسخرية والمزاح.

ترجمت معظم محاورات أفلاطون إلى العربية. فعن الإنجليزية نقل فؤاد زكريا محاورة الجمهورية (أو السياسة). وعن اليونانية القديمة، نقل عزت قرني، مع مقدمات وهوامش وملاحظات تحليلية، عدة محاورات هي: فيدون، مينون، بروتاغوراس، أقريطون، أوطيفرون، الدفاع، السفسطائي، وثيثيوس..

لا تشكل محاورات أفلاطون -بالرغم من الاعتقاد السائد- حلقات متسلسلة، إذ أن كلا منها تشكل عملا متكاملا -ما عدا استثناءات قليلة-. هناك قضايا ناقشها أفلاطون في عدة محاورات وكان كل مرة يأتي بحل جديد لها، ولهذا كان من المهم تحديد تسلسلها، ولهذا استطاع مؤرخو القرن التاسع عشر عمل تسلسل لها في شكل 3 مجموعات:

محاورات المرحلة المبكرة (السقراطية)

محاورات المرحلة الوسطى (الإنشائية)

محاورات المرحلة المتأخرة (الديالكتيكية)

أهم أعماله هي:

الدفاع عن سقراط

لاخيس (حوار حول الشجاعة)

خارمنيدس (حوار حول المثابرة)

أيتيفرون (حول التدين)

بروتاجوراس (حول الفضيلة)

جورجياس (في نقد الأنانية)

كراتيل (حول اللغة، والهيراقليطية والاسمية)

مينون (حول إمكانية تعلم الفضيلة)

فايدروس (توضيح العلاقة بين الروح والفكرة)

تياتيت (حول المعرفة)

بارمنيدس (توشيح المنهج الجدلي)

السفسطائي (حول الوجود)

فيليب (حول الخير، والعلاقة بين اللذة والحكمة)

تيمايوس (فلسفة الطبيعة)

القانون (يعرض فيه إضافات لنظريته حول الدولة المثالية)

فيدون (حول خلود الروح): يدور هذا الحوار في الحجرة التي كان سقراط ينتظر الموت فيها. لأن الحضور، وانطلاقًا مما كان يدَّعيه بأن الفيلسوف الحقيقي لا يخشى الموت، يدعو المعلِّم لكي يبرهن على خلود النفس. وهنا، يجري بسط أربع حجج أساسية:

الحجة الأولى، التي تستند إلى وجود المفارقات، تقول إنه، انطلاقًا من الصيرورة المستمرة للأشياء، ليس في وسعنا فهم شيء ما (النوم مثلاً) دون الاستناد إلى نقيضه (اليقظة ليس حصرًا). ولأن الموت يبيِّن الانتقال من الحياة الدنيا إلى الآخرة، فإنه من المنطقي الاعتقاد بأن "الولادة من جديد" تعني الانتقال منه إلى الحياة. وبالتالي، إذا كانت النفس تولد من جديد، فإن هذا يعني أن التقمص حقيقة طرمة زيه.

أما الحجة الثانية، فهي تستند إلى تلك الأفكار التي ندعوها بـالذكريات. لأن ما نواجهه في العالم الحسِّي إنما هو أشياء جميلة، لكنها ليست هي الجمال. لذلك ترانا نحاول تلمس هذا الأخير من خلال تلك الأشياء، التي، باستحضارها، تعيدنا حتمًا إلى لحظات من الحياة فوق الأرضية كانت روحنا فيها على تماس مباشر مع الطهارة.

وتقول الحجة الثالثة إنه يمكن شَمْلُ كلِّ ما في الوجود ضمن مقولتين اثنتين: المقولة الأولى تضم كلَّ ما هو مركَّب (وبالتالي ممكن التفكك) أي المادة؛ والمقولة الأخرى التي تشمل ما هو بسيط (أي لا يمكن تفكيكه)، كجزء مما هو مدرَك، أي الروح.

وعندما يلاحظ كيبيوس بأن سقراط، الذي برهن على إمكانية انتقال الروح من جسم إلى آخر، لم يبرهن على خلود هذه الأخيرة في حدِّ ذاتها، يجيبه سقراط من خلال عرض مسهب، يتطرق فيه إلى نظرية المُثُل، حيث يبيِّن في نهايته أن الروح لا تتوافق مع الموت لأنها من تلك العناصر التي ليس بوسعها تغيير طبيعتها.

وينتهي الحوار بعرض طويل لمفهومي العالم العلوي والمصير الذي يمكن أن تواجهه النفس: حيث ترتفع النفوس الأكمل نحو عالم علوي، بينما ترسب النفوس المذنبة في الأعماق السفلى. وتكون كلمات سقراط الأخيرة هي التي مفادها بأنه مدين في علمه لأسكليبيوس (إله الطب والشفاء) – من أجل تذكيرنا رمزيًّا بأنه يجب علينا شكر الإله الذي حرَّره من مرض الموت.

المأدبة (حول الحب): يبيِّن هذا الحوار، الذي جرى تأليفه في العام 384 ق م، كيف أن ولوج الحقيقة يمكن أن يتم بطرق أخرى غير العقل، وليس فقط عن طريقه: لأن هناك أيضًا وظيفة للـقلب، تسمح بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي إلى مفهوم الجمال الكامل للمثال الجلي.

والقصة هي قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول عمل مسرحي له. وفي هذه المأدبة طُلِبَ من كلِّ المدعوين، ومن بينهم سقراط، أن يلقوا كلمة تمجِّد إله الحب – وخاصة أريستوفان الذي طوَّر أسطورة الخنثى البدئية. ويقوم سقراطمن تقريظ الجمال، بمحاولة لتحديد طبيعة الحب، متجنبًا الوقوع في شرك الجدال، أخيرًا إلى حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنىndel– الذي هو أحد أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال تاريخ الفلسفة كلِّه: حيث نجد صداه، مثلاً، في العقيدة المسيحية للقديس أوغسطين، الذي كان يعتقد بأن "كلَّ فعل محبة هو، في النهاية، حب للإله".

الجمهورية: يشكل هذا الحوار، المجموع في عشر كتيبات تمت خلال عدة سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، العمل الرئيسي لأفلاطون المتعلِّق بالفلسفة السياسية.

يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة استنادًا إلى ما قاله عنها سيمونيدِس، أي "قول الحقيقة وإعطاء كلِّ شخص حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه يجعلنا نلحق الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك أيضًا يستبعد تعريف السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع الأقوى.

ونصل مع أفلاطون إلى التمعُّن في مفهوم الدولة العادلة – تلك التي تعني "الإنسان مكبَّرًا" – القائمة على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتي لا يكون التزاوج معهن انطلاقًا من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل – تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم التقشف الصحي، أي المعادي للبذخ؛ تلك الدولة القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث التي هي: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود، وطبقة الصنَّاع – والتي هي على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس الفردية. ونلاحظ هنا، من خلال العرض، أن الطبقة الدنيا (أو طبقة الصنَّاع) لا تخضع لمتطلَّبات الملكية الجماعية لأنها لن تفهمها انطلاقًا من مستوى إدراكها.

ويفترض سقراط أنه على رأس هذه الدولة يجب وضع أفضل البشر. من هنا تأتي ضرورة تأهيلهم الطويل للوصول إلى الفهم الفلسفي للخير الذي يعكس نور الحقيقة وينير النفس، كما تنير الشمس أشياء عالمنا (استعارة الكهف).

ذلك لأن الظلم يشوِّه، بشكل أو بآخر، كافة الأشكال الأخرى من الدول، التي يعدِّدها أفلاطون كما يلي: الدولة التيموقراطية (التي يسود فيها الظلم والعنف)، الدولة الأوليغارخية (حيث الطمع الدائم واشتهاء الثروات المادية)، الدولة الديموقراطية (حيث تنفلت الغرائز وتسود ديكتاتورية العوام)، وأخيرًا، دولة الاستبداد، حيث يكون الطاغية بنفسه عبدًا لغرائزه، وبالتالي غير عادل.

وأخيرًا فإن هذا المفهوم نسبي حيث أن العدالة لن تتحقق بالكامل، كما تصف ذلك أسطورة إرْ، إلا في حياة مستقبلية أخرى: حيث النفوس، وقد حازت على ما تستحقه من ثواب أو عقاب، تعود لتتجسد من جديد، ناسية ذكرى حياتها الماضية.

فلسفته

لقد أسس أفلاطون الفلسفة المثالية وعرف الفلسفة بأنها السعى الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة التي تستخدم العقل وسيلة لها وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها

أوجد أفلاطون ماعُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط، الذي تمثَّله إلى حدِّ بات من الصعب جدًّا التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يترك لنا أيَّ شيء مكتوب، بخلاف أفلاطون الذي ينسب إليه نحو أربعين كتابا، بينها سبع وعشرون محاورة موثوقة، في حين يعد الباقي إما مشكوكاً في نسبته إليه وإما منحولاً عليه بالكامل. وتتألق في الحوارات الأولى، المسماة "السقراطية"، صورة سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًّاً؛ كما تتضح من خلالها نظريته في الصُوَر المعقولة أو المُثُل التي هي أساس فلسفته.


استعارة الكهف حسب مفهوم أفلاطون للوجود

تميِّز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة التي هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).

هذا ويتألف عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية (كالدائرة، والمثلث) ومن أفكار "غير افتراضية" (كالحذر، والعدالة، والجمال، إلخ)، تلك التي تشكِّل فيما بينها نظامًا متناغمًا، لأنه معماري البنيان ومتسلسل بسبب وعن طريق مبدأ المثال السامي الموحَّد الذي هو "منبع الكائن وجوهر المُثُل الأخرى"، أي مثال الخير.

لكن كيف يمكننا الاستغراق في عالم المُثُل والتوصل إلى المعرفة؟ في كتابه فيدروس، يشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم المحسوسات – بعد أن عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم. لكن هذه النفس، وعن طريق تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها الماضية: وهذه هي نظرية التذكُّر، التي يعبِّر عنها بشكل رئيسي في كتابه مينون، من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذي "توصل" لأن يجد في نفس ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير في حياته.

إن فنَّ الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا، هو ما يسمح للنفس بأن تترفَّع عن عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار. لأنه عن طريق هذه الديالكتيكا المتصاعدة نحو الأصول، يتعرَّف الفكر إلى العلم انطلاقًا من الرأي الذي هو المعرفة العامية المتشكِّلة من الخيالات والاعتقادات وخلط الصحيح بالخطأ. هنا تصبح الرياضيات، ذلك العلم الفيثاغوري المتعلق بالأعداد والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية. لأنه عندما نتعلَّم هذه الرياضيات "من أجل المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن طريقها "تفتيح النفس [...] للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرَّف عن طريقها إلى الأشياء الجلية.

لذلك فإنه يجب على الإنسان - الذي ينتمي إلى عالمين – أن يتحرر من الجسم (المادة) ليعيش وفق متطلبات الروح ذات الطبيعة الخالدة، كما توحي بذلك نظرية التذكُّر وتحاول البرهنة عليه حجج فيدون. من أجل" فإن الفضيلة، التي تقود إلى السعادة الحقيقية، تتحقق، بشكل أساسي، عن هي التناغم النفسي الناجم عن خضوع الحساسية للقلب الخاضع لحكمة العقل. وبالتالي، فإن هدف الدولة يصبح، على الصعيد العام، حكم المدينة المبنية بحيث يتَّجه جميع مواطنيها نحو الفضيلة.

هذا وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية، بدءًا من يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلى تلك النظريات الاشتراكية الحديثة الخاضعة لتأثيره، إلى هذا الحدِّ أو ذاك. وبشكل عام فإن فكر أفلاطون قد أثَّر في العمق على مجمل الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت (المسلم أو اليهودي أو المسيحي) أو في مجال الفلسفة العلمانية التي يشكِّل هذا الفكر نموذجها الأول.

خصائص فكره

إلى جانب النزعة المنطقية الرياضية متأثر بفثاغورس التي تمييز بها أفلاطون الفكرى نجد اتجاهاً إلى التصوف وإلى ممارسة الحياة الروحية متأثر بسقراط في أعلى مراتبها فمن الناحية الأولى نجد أن افلاطون قد استخدم المنطق بكل دقة في ميدان المعرفة وذلك في أسلوبه الجدلي المنهجى الذي استخدمه للبرهنه على وجود عالم المثل وكذلك استعار الاستدلال الرياضي من الفيثاغوريين وطبق منهجهم الفرضي وتمسك بضرورة دراسة الفيلسوف للرياضيات وبهذا فقد كتب على باب الاكاديميه لايدخل هذا إلا من كان رياضياً وهذا أكبر دليل على أهمية الرياضيات في مذهبه.

ومن الناحية الثانية نجد أنه قد أضاف إلى هذا المذهب المنطقى الرياضى اتجاهاً صوفياً عميقاً تلقاه من النحلة الأورفيه وتعاليم الفيثاغوريين، وقد كان لهذه النزعة الروحية العميقة عند أفلاطون أثرها الكبير على المتصوفة فيما بعد سواء المسيحيين أو المسلمين.ويبدو أن تعاليم الأورفيه والفيثاغورية لم تكن الصدر الوحيد لهذه النزعة عند أفلاطون بل يرجع إلى طفولة أفلاطون التي امتازت بالتدين والإيمان وبالأسرار العميقة التي ترمز إلى وحى الآلهة ولهذا فإنه اتجه إلى البحث عن المثل العليا أى عن عالم اسمى فيما وراء عالم الحس عالم تنطلق إليه النفس في صفائها وتطهرها فكان أن كشفت له التجربة الروحية عن آفاق عالم المثل.

وقد أحس أفلاطون بصعوبة التفسير اللفظى عن هذا الوجودالمتعالى الذي يجاوز نطاق التجربة الحسية ولهذا فقد لجأ إلى الأسطورة وإلى الصور الخيالية لكي يفسر بها حقيقة هذا العالم العقلى وابعاده المثالية وكان يشعر في أعماق نفسه بأن العبارات الشاعرية الوصفية التي كان يسوقها لإيضاح حقيقة عالم المثل لن تحقق هذا الغرض على الوجه الأكمل.فقد كان أفلاطون إذاً شاعراً بصعوبة التعبير عن مضمون مذهبه لخصوبة الفكرة التي انتهت إليها تجربته الروحية، ولأن اللغة-وقد وضعت للإشارة إلى الموجودات الحسية- لايمكن أن تصبح للتعبير عن عالم مثالى مغاير لعالمنا الحسى في وجوده وطبيعته.

وتمة أمر هام كان له تأثيرة الواضح على تجربة الأفلاطونية، فعلى الرغم مما كان يبدو من شدة تعطش أفلاطون للمعرفة والمثل العليا مما دفع به فب طريق التأمل والعزلة والتقشف وسيطرة النفس على البدن إلا أنه قد نشأ في بيئة أرستقراطية غرست في نفسه ميلاً إلى ممارسة السياسة والمساهمة في شئون الحكم، لهذا فقد ظهر لديه اتجاه واضح إلى إيجاد نوع من التوازن والانسجام بين النفس والجسد مما ييسر له سبل الاتصال بالحياة العامة ويحول بينه وبين الإغراق في حياة التأمل الخالص، ومع هذا فإن الفكر الأفلاطونى لم يستطع التخلص من هذا الاتجاه المزدوج إلى النظر وإلى العمل، أو بمعنى آخر الاتجاه إلى التأمل الفلسفي والعمل السياسي معاً،فإذا كانت غاية التأمل الفلسفي عنده هي خلاص النفس وتطهيرها عن طريق ممارسة الحكمة فأن غاية العمل السياسي في نظره إنما تكون في خلق الظروف الصالحة لتربية المواطن اليوناني وذلك عن طريق إصلاحه نظم المدنية اليونانية حتى تكفل لها سلامة في الداخل والخارج.

أراء أفلاطون الشفوية

وبالإضافة إلى هذا الإنتاج المدون الضخم، نجد أرسطو يشير في الميتافزيقا إلى مذهب الأفلاطونيين في الأعداد والمثل وهذا موقف لا نجد في محاورات تفصيلات عنه، ولهذا فقد رجح المؤرخون أن ما نسبه أرسطو لأفلاطون من آراء تؤلف في مجموعها الجزء الشفوى على الكلمة المكتوبة والعبارة المركزة ومما يؤيد هذا الرأي أن أرسطو نفسه كان تلميذاً لأفلاطون وكان يواظب على حضور مناقشاته الأكاديمية،فهو إذاً على علم بالتعاليم الشفوية للمدرسة وكل هذه الآراء كان لها تأثير كبير على تطور الفكر الأفلاطونى وظهوره على صورة مذهب الأفلاطونية المحدثة في مدرسه الإسكندرية وعند الإسلاميين والمسيحيين فيما بعد.

نظرية المعرفة عند أفلاطون

يعنى أفلاطون بموضوع المعرفة في محاورات عديدة فيبين أنواعها المختلفة ويرتبها درجات حسب قيمتها في الكشف عن الحقيقة ويهتم اهتماماً بالغاً بتعريف العلم الفلسفي اليقيني وبالتمييز بينه وبين أنواع المعرفة الأخرى الشائعة عند معاصريه. ونقطة البداية في نظرية المعرفة الأفلاطونية تتلخص في إثار الشك في العالم الحسي، وذلك حتى يعلم السائر في طريق التفلسف أن العالم الذي يعيش فيه هو عالم زيف وخداع. ويقيم أفلاطون تصنيف لأنواع المعرفة في العلوم المختلفة على أساس تفرقته الميتافزيقية بين العالم لمرئي والعالم المعقول فيسمى المعرفة التي تتناول العالم الحسي بالظن.أما المعرفة التي تتناول اللامرئي والمعقول بالعلم أو بالتعقل.ولكي يوضح هذين النوعيين من المعرفة يقول لنتصور مستقيماً(أب)نقسمه أربعة أقسام بواسطة الرموز(جـ، د، هـ)

فالقسم الأول يرمز للأشباح والظلال المنعكسة عن العالم المحسوس والمعرفة التي تتناولها يسميها وهم.

القسم الثاني والقسم الذي يليه في المرتبة يشير لموجودات العالم الحسي المرئي ومعرفتها ظن.

القسم الثالث ويشير إلى التصورات الرياضية ومعرفتها فكر استدلالي

القسم الرابع ويشير إلى المعقولات التي هي أقرب إلى الميادئ والتي هي موجودة بغير حاجة للمحسوس فهى عالم المثل ومعرفتها تعقل.

وعلى الرغم من هذه القسمة الرباعية إلا أن أهم مستويات المعرفة التي يعنى أفلاطون بدراستها ونقدها وهى الخبرة الحسية والاستدلال العقلى ثم المعرفة الحدسية التي هي رؤية مباشرة لعالم المثل.

وفاته[

مات أفلاطون ميتة هادئة بين عامي 347_348في نفس يوم ميلاده -وفي نفس اليوم الذي ظهر فيه أبولو في الأرض (بحسب معتقدات الإغريق)-، وهكذا ربط الأسطوريون بين أفلاطون وإله الشمس، وسادت أفكار بأنه ابن أبولو. وقد أقيم له ضريح بعد موته، وأصبح تلاميذه يحتفلون سنويا بعيد ميلاده ووفاته،  وقد  تلخص مشوار  افلاطون  الطويل  الذي  دار به حول  العالم  في حقيقه  وحلم  اوحد  ووحيد  سيطر  علي كل  مشاعرة  ووجدانه  ترجمت سطورة  صفحات  الفلسفه الوحيده  التي كان  يحلم  بها  افلاطون  وكان عنوانها  (  المدينه  الفاضله )  والتي  طرح فيها  اجمل  احلامه  التي نادت  بأن تكون  هناك  مدينه  فاضله  ينتشر  فيها  الحب  بين كل الناس  ولا توجد  هنا  او هناك  حكومات  او  اقسام شرطه  او  جهات  قضائيه  فالناس  يحكمها  قانون  واحد  واوحد  ووحيد  في المدينه الفاضله  وهو  ( الحب ) ,   وفي عوده  اقتبس  فيها  ( افلاطون  ) فلسفته  كلها  ومنهجه  من الاسلام  ورسوله الكريم  (الذي قال  لَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِي ، وَلَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " .  )

( صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم )   واعتقد  المسلمون  ان افشاء السلام  يعني (السلام عليكم )

فرددوها بين بعضهم البعض  وافشوا بين بعضهم  البعض  ...... افشوا ( الحرب )  فبلغت معدلات  الحروب العربيه العربيه  23 حرب دمويه  في 5 سنوات  بلغ عدد ضحاياها  7 مليون  فرد  من بينهم  2 مليون طفل ...... فالسلام  الذي  امر به  الرسول الكريم  السلام  والحب  وليس  السلام والحرب

وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .