من قارة المنسيين
الاديب والكاتب الاستاذ / مهدي يوسف
كان ياما كان
كان فيه عصفور
قلبه صغير
ريشه قصير
حلمه يرفرف بره السور
كان إنسان من طين ، من نور
كان بيدور ع اللى يخضر
قلب الناس القاسى البور
كان ياما كان قلب الحدوتة رق و حن
على البنوتة فى زمن اتجن
زمن الناس فى قلوبها وحوش
زمن الغاب و الناب و وشوش
تحزن غش و تضحك زور
كان ياما كان أحلام بضفاير قلب و بس
ذنبها إيه لو قلبها طاير حب و حس
بنوتة فى حدوتة تنام
و بتجرى وراها الأيام
هى و كل بنات الحور
و بنحبك يا دنيا بجد
و مهما تعملى فينا
بنصحى بشوق يفوق الحدّ
و نحضن بكره بإيدينا
و آه من بكره و عمايله
و آه م اللى الزمن شايله
و آه من حلم عالى لفوق
و لسه الكف مش طايله
يا دنيا دبت أنا فيكى
و توهتينى فى عنيكى
أموت لو عشت من غيرى
و أعيش لما أموت فيكى
يا ارض الخوف يا لامانا
أمانة تسيبى جوانا
براءة طفل كان عايز يشوف الصبح و يانا
و جنب الشوك يعيش الورد
يرجع قلبنا لينا
و بعد التوهة جزر و مد
نلاقى نفسنا لينا
واه من اللي الزمن شايله
فها هو عمل ادبي ..... لا بل عمل انساني رفيع قدمه الانسان وليس الفنان فحسب فالانسان هو الجواد الرابح في كل العصور والازمان فقد جاء سياق هذا العمل الادبي والانساني الرفيع في شكل حدوته ..... تحكي عن اسرة غايه في الثراء وكان لديها ولدان وبنت توفي عائلهم وتركهم ميسورين وعلي درجه عاليه من الثراء وجاء سياق الاحداث والذي وضع الاخ الكبير مكان الاب ولكنه لم يكن امينآ في سلوكه العائلي فخان الامانه ونصب نفسه وصيآ علي اخته المتأخرة عقليآ وذهنيآ فقد توقف عقلها عند مراحل الطفوله بينما يزداد سنها وجسدها والعقل متوقف تمامآ عند الطفوله ...... والطفوله لم يوردها الاديب او الانسان في هذا العمل انتقاصآ من قيمتها بل علي العكس تمامآ فالحروف والكلمات والافكار التي خطت هذة الحدوته الرائعه كانت تهدف في المقام الاول والاخير الي تفضيل البراءة والطهارة في عالم الطفوله علي عالم الماده والمصالح والانانيه المطلقه ...... والماديه البحته ...... والنرجسيه الحقيرة التي تحول الانسان الي وحش ادمي لا يعنيه سوي ذاته وانانييته المطلقه ...... فيقوم هذا الاخ الاكبر بأيداع اخته داخل مصحه نفسيه للتخلص منها واثبات تخلفها ومرضها ليتمرغ في ملايينها ارضأءآ لنفسه الامارة بالسوء واشباعآ لنزواته التي زينها له الشيطان ....... ولم يكن يعلم ولم يدر بخلده انهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فقد شأئت اراده الله العليا ان تلتقي هذة الروح البريئه والطاهرة بروح تفوقها طهارة ونقاء داخل جدران المستشفي الخاصه متمثله في الدكتور والطبيب المعالج لحالتها ( الدكتور / حسن ) وهو الطبيب الذي يتمتع بطفوله دائمه ملازمه له ومصاحبه له ولا تفارقه مثل ظله ...... ويلتقيان ويجمع بينهما الحب وتعارف الارواح ...... فقد رأت سارة ان ( حسن ) هو عالمها الذي تبحث عنه وتنشده فأحست بدفء وامن وامان في وجوده وقررت ان تعيش في عالمه وقرر ( حسن ) رغمآ عنه وبملئ ارادته ان يعيش في عالم ( ساره ) فبينما كانت روح سارة هائمه في الفضاء تبحث عن توامها كانت روح حسن تهيم ايضآ في الوجود كله رافضه هذا العالم المادي البحت ...... وهامت هي الاخري في الفضاء كي تبحث عن روح نقيه وشفافه ....... روح ملائكيه ...... رقيقه وطاهرة لم تلوثها اقذار البشر ولم تدنسها اوحال العالم المادي البحت الذي نعيش ونحيا فيه ...... فوجد كل منهما ضالته المنشوده في الاخر ...... وقرر ا ان يعيشا سويآ ليحلقا بعيدآ عن عالم الانسان ...... بعيدآ عن كل العيون ...... وبعيدآ عن كل الحسابات الماديه والدنيويه ...... ومما زاد من عمق الجرح والجراح في قلب حسن عقله الحاضر والذي اكد له بأنه يستحيل ان يصادف هذة الروح البريئه والنقيه في عالمنا هذا مرة اخري ...... فقرر ان تكون هي حياته وعالمه ...,..... وقررت سارة ان يكون هو عالمها ولن ترضي عنه او له بديلآ ...... وكان هذا هو المفتاح او سيد المفاتيح في علاج حاله مثل حاله سارة فهذة المخلوقه الدائمه الطفوله لا يمكنها ان تركن الي اي مخلوق او كائن من كان لدرجه انها استشعرت الغربه بين اهلها علي الرغم من وجودها بين امها واخوتها في قصر منيف وحياه ناعمه ...... ولكن عاودتها وعاودها الحنين ولازمتها الغربه والاحساس الدائم بالغربه حتي وهي بين اهلها فهي ليست بحاله طبيعيه .,........ واحست بالدفء والامان مع حسن في المستشفي لدرجه انها قررت ان تهرب من البيت الي المستشفي كي تلتقي بتوأمها وتوأم روحها ( حسن ) وهنا يكتشف الجميع الحقيقه ...... ويفقد حسن توازنه لانه لم يكن يملك من امر سارة اي شيئ في حين ان اخوها الذي هو منها وهي منه ..... لا يعنيه في الامر شيئ سوي اموال سارة حتي لو كلفه الامر تدمير ( سارة ) فالثروه ستؤل الي من يمتلك سارة ...... وهنا ارتفعت وطغت الحسابات الماديه البحته لتعلو وتبرز فوق السطح وبقوه معلنه عن ماهيه العالم المادي البحت الذي نحيا ونعيش فيه ...... وتتغلب النزعه الماديه البحته علي كل العوامل الانسانيه ...,..... وينتصر الشيطان ....,. وتدوي ضحكاته مدويه ومجلجله لتسخر من حقيقه الانسان ..... وتدفن بقايا الانسان والانسانيه في رمال الخيانه ....... وصحراء الماده ....... وبريق المال ....... وهنا يتحطم قلب سارة علي صخور الصراعات الماديه التي لا تعترف بالنقاء والطفوله البريئه الدائمه والكامنه في اعماق الانسان ....... فالانسان يري الناس بعين طبعه ولن يجد ( حسن ) مكانآ له او لقلبه في احراش هذة الغابه الموحشه المتراميه الاطراف ...... فتنهار سارة مرة اخري ....... وتُصاب بأنتكاسه وصدمه نفسيه وعصبيه رهيبه وعنيفه تفقدها كل مأاكتسبته في رحله العلاج النفسي والذهني مع ( د/ حسن ) وينزوي حسن في ركن مظلم بعيد ...... يلعق جراحه ...... ويجتر احزانه معه الي حدائق وبساتين قلبه الدائم الطفوله ....... بعد ان فقد ضالته المنشوده والوحيده في هذا العالم الذي يرفض وجوده والعيش فيه ...... فقد عاش وهو يحلم بعالم ( سارة ) ليحلق فيه بجناحي ( الطفوله الدائمه والحنان ) ويطير كي يرتفع في الفضاء ...... والنقاء بعيدآ ...... ليحلق في سماء الحب عاليآ وفي الفضاء الواسع الرحيب ....... كي يرتفع ويبتعد عن الارض بأوحالها ...... واقذارها ..... ويطير محلقآ تلازمه سارة في فضاء وسماء ( الحب والنقاء ) كي يبتعدا عن العالم المادي البحت وصراعاته وشروره والتي لا يجدا لها اي مبرر في عالمهما ...... بعيدآ عن الحروب ...... والقتل .... والتدمير ...... والصراعات الماديه البحته ....... ويذهبا بعيدآ ...... بعيدآ جدآ ...... في اقصي اقاصي الكرة الارضيه ....... في جزيرة بعيده ومهجورة ....... في جزيرة جميله ومسحورة ........ وينام ويصحو هو وسارة علي ( حب في حب ) تحفهم اشجار المحبه ...... ونسائم الهواء النقي والصفاء ...... الصفاء الذي لم تلوثه ..... او تدنسه اقذار واوحال البشر ....... فكل انسان
في هذا الكون كما اسلفنا مرارآ وتكرارآ يعيش بشخصيتين
الاولي : وهي التي يحلم بها دائمآ ويتمناها في خياله واحلامه ......
والشخصيه الثانيه : هي شخصيه اوجدتها الحياه ...... فسلامآ الي النقاء ....... والصفاء ...... والانقياء ...... والاصفياء ...... وسلامآ الي الحب والصفاء والنقاء ...... فهيهات ...... وهيهات ....... فليس كل ما يتمناه المرء يدركه ....... فأهل سارة ...... قاموا بأبعادها عن حسن ...... وهنا لم يعرف ( حسن ) طعم الراحه او النوم لان اهل الهوي من زمان جالوا ....... مايرجد الليل مفتون ...... ولا يجرب النار دافئ ...... ولا يطعمك شهد مكنون الا الحبيب الموافي ....... العشج في الجلب مكنون وغافي ...... اهدئ ياجلبي يامجنون ....... وياعيوني لا تخافي ....... ياجلبي دا احنا طيور والحبيب هو الشجر والسمر والحضن الدافئ ...... ومهما هجرنا ...... وهاجرنا ياجلبي حبايبك هم الوطن ...... والخير جواه كافي ...... واحضان حبايبنا وحبيبي لوحده حضن ...... وسكن ووطن ...... جواه الدواء المعافي والشافي ...... ومن غير الحبيب الموافي ...... هايفضل الجلب سهران مع العيون لحد ما الحبيب يعود ويوافي
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق