عمل من اعمال كثيرة وبلا حصر كتبها الاديب المبدع الراحل احسان عبد القدوس وشاءت الاقدار ان يتم تحويله كما تم مع كثير من اعماله الي السينماء والتلفزيون ولو لا هذا لما عرف المصريين او سمعوا عن هذة الاعمال وكان منها ايضآ فيلم الطريق المسدود واعمال اخري كثيرة لا مجال هنا لحصرها وها نحن بصدد الحديث عن هذا العمل ( لن اعيش في جلباب ابي ) بعد ان كتب السيناريو عملاق اخر وهو السيد الاديب / كاتب السيناريو الاستاذ / مصطفي محرم كي نخرج من خلال ما تقدم بحقيقتين من فوق ارض الواقع الاولي اعلنت عنها اسرائيل علي لسان ( شيمون بيريز ) تقول ( بان الشعوب العربيه شعوب لا تقرأ واذا قرأت لا تفهم واذا فهمت فأنها سرعان ماتنسي ) والحقيقه الثانيه اعلن عنها نابليون بونابرات حين قال ( ان العمل بالصوت والصورة افضل من الشرح فقط ) وهذة حقيقه اثبتها العلم الحديث علي مر العصور ولكن مع الاسف يأتي دائمآ ترتيب العمالقه من الكتاب والادباء في عالمنا العربي المتخلف في ( الشوارع الخلفيه ) فكاتب القصه او الاديب او المخرج او كاتب السيناريو والحوار وغيرهم لا يلتفت المشاهد هنا لاعمالهم مقارنه بالبطل او الفنان او ابطال الروايه برمُتها رغم ان هذا العمل الذي نحن بصدد الحديث عنه كان عملآ رائعآ ومتقنآ فقد التقي فكر احسان عبد القدوس مع فكر مصطفي محرم وكذلك تطابقت الرؤيه والحوار والمعالجه الفنيه والدراميه لصياغه الاحداث وتسويقها الي جميع مستوي العقليات البشريه من اقصاها الي ادناها بحيث تم توصيل الرساله كامله الي كل مشاهد حتي وجد الجميع ان ثمرة العلم والعمل والطرح الذي قدمه الكاتب ( ساقطآ في حجرة ) مثله في ذلك كمثل الثمرة الطيبه التي ( تهوي طواعيه ) في حجر من طلبها ولم يطلبها من فرط حلاوتها ...... وشده نضجها ..... ووضوحها وسلاستها وسهولتها ..... ويسرها ...... وعذوبتها...... ولا تقدم هكذا بصورة بديهيه او تقليديه بل علي العكس فأنها ترتدي اجمل ثياب كعروسه حسناء رائعه الحسن فأئقه الجمال تزينت في يوم عرسها ليتم زفافها الي حبيبها ..... اذن فالفلسفه الهادفه والجميله التي قدمها الاديبان في هذا العمل كانت كل حروفها تصرخ بالعشق للانسانيه والبشريه كلها لذلك يتم التعامل وتقديم العمل الفني بصبغه انسانيه بحته وخالصه تمامآ ..... تهدف في المقام الاول والاخير الي توصيل الامانه العلميه التي حبا بها الله الكاتب او الاديب والتي تطرح ثمارها في كل ان وحين حتي بعد رحيل اصحابها فالعظمه كما حددها معلم البشريه ( صلي الله عليه وسلم ) بعظمه الاثر ...... فكم من اقوامآ ماتوا ...... ولم تمت بين الناس مكارمهم ..... وةكم من اقوام لبثوا احياء ..... وهم بين الناس امواتآ ........ فهناك قطاعات عريضه من العلماء والعباقرة والمبدعين والنوابغ يعيشون وهم مُهمشون ومنسيون وغرباء في اوطانهم ...... يرحلوا في صمت دون وداع وتظل اعمالهم مغمورة ومدفونه تحت التراب ...... تراب الجهل والعمي ...... ولا تخرج الي النور ويرحلوا دون ان يذرف احدآ عليهم الدموع ....... او يزيح ستائر النسيان التي يسدل الجهل والعمي ستائرها القاتمه والداكنه عليهم وعلي اسمائهم واعمالهم ...... وهنا دخل هذا الفارس المغوار ( مصطفي محرم وقام بالتنقيب داخل مغارات وكهوف الاديب الراحل احسان عبد القدوس لري النفوس القاحله والعطاء والسقايه والرعايه ليغزو ( صحراء الجهل ) ويقدم بماء ومداد العلم طرحآ مثمرآ مفيدآ ونافعآ لصالح الاسر والانسانيه ويقضي علي اخطر الامراض العصريه وهي ( الغربه الاسريه ) والاحساس الدائم والملازم لكل فرد من افراد الاسرة الواحده بالغربه والتغريب حيث يعيش كل فرد من افراد الاسرة الواحده في ( غربه وغروب ) ومناخ اسري قاتم وقاسي وملوث ومعتم لا تشرق فيه شموس المحبه والجماعه والصحبه والاهل والخلان وقد تجلي هذا الجمال واضحآ جليآ في كل عمل قدموه وقد توقفت مع هذين الرجلين في هذا العمل وكان العمل الاخر ( ابنا ء ولكن ) فقد اتفقا العملان علي هذف واحد كان هو ( النجاح الاسري وتوابعه ) ( والفشل الاسري وتوابعه ) فالنجاح الاسري يفرز نجاحآ في جميع المجالات والعكس بالعكس فأن الفشل الاسري يفرز فشلآ في جميع المجالات فالعالم كله ما هو الا عبارة عن مجموعه من الاسر التي تكونه وركز هنا في هذا العمل ( لن اعيش في جلباب ابي ) علي طبيعه المناخ والحبل السري الذي يربط الابن بأبيه والاب بأبنه وابنائه وقد استطاع هذا الفارس الادبي المغوار ان يشق طريقآ له بين الصخور كي يلتقي فيه الاب بأبنه ويتقابلا في منتصف الطريق ولا يفارق احدهما الاخر بعد ان اكتشف وتيقن للابن ان ابوة هو ( ضالته المنشوده في هذا العالم ) الواسع الرحيب وغايته والواحه الاخيرة له في هذة الصحراء القاحله المتراميه الاطراف والتي تمتد امام الناظرين بلا حدود وكأنها ...... بلا نهايه ويعالج بعض اخطاء هي في الواقع ليست اخطاء صدرت من الاب تجاه ابنه فيترجمها الابن بحكم تكوينه علي انها ( صد وهجر واستخفاف وعدم مبالاة من ابيه به ) ويقوم بفلسفه هذة الحقائق ويفلسف سلوكيات الجحود والجفاء التي رددها الابن وعاب بها علي ابيه نعم يفلسفها ويحولها الي قمه الحب والعشق والهيام فهذة القسوة من الاب كانت متعمده وناتجه عن اسرار يخفيها بداخله تلخصت في انه تمرغ منذ صغرة وتدلل منذ نعومه اظافرة حتي اضرت به في شبابه فتذلل ولم يجد اي احد الي جوارة ...... وداس علي الاشواك ...... وتجرع كؤوس الفقر والشقاء والحرمان فأشفق علي ابنه ان يعيد او يعيش هذة التجربه المُرة فأراد الاب بقسوته وشدته في ظاهرها التي تخفي في باطنها اعظم بحور الحب حتي يجنب ابنه المشي فوق الاشواك ويتمكن من ادارة ثروة ابيه المهوله بحكمه واقتدار ...... ولكن الترجمه الخاطئه من الابن ابعدته عن ابيه وغيرت خط سير العمليه برمُتها ....... فعاش الرجل في عذاب وحيرة وضياع ولم يدرك ان القسوة والخوف التي عامل ابنه بهما من اجل مصلحته قد اوجدت بينهما سورآ عاليآ ومرتفعآ يعادل في ارتفاعه ارتفاع ( مرتفعات وز رنج ) وهي اعلي مرتفعات في اوروبا وولدت احساس وشعور دائم بالغربه لدي الابن تجاه ابيه فعاش الجميع في بيت ووطن واحد ولكن كان القاسم المشترك الاعظم بينهما هو الغربه ..... والغربه الدائمه فما كان لهذة الغربه والتغريب والغروب الا ان جعلت الاب يتحسر ويجتر الامه واحزانه في كل لحظه خوفآ علي هذة ( الامبراطوريه ) الاقتصاديه العملاقه التي كونها بعرقه وكفاحه وصبره علي الجوع والحرمان ومذله النفس حين كان يعمل ( صبي عند معلمه ب25 قرش في اليوم ) ويتعرض لمضايقات ومهانه من رفاقه وصحبته في العمل حتي ابن صاحب العمل نفسه ...... فأراد الاب الحنون ان يجنب ابنه هذا المشوار ( فوق الاشواك ) ومن هنا عاش الاثنان ( الاب والابن ) علي خطان متوازيان ...... يركب كلآ منهما قطارآ مختلفآ يلتقيان سويآ للحظه واحده وهما يسيران علي خطان متوازيان فالخطوط المتوازيه لا تلتقي ابدآ وعلي مرور الايام اتسعت الهوة بينهما حتي شكلت فاصل ومانع مائي يشبه اكبر مانع مائي في تاريخ العسكريه الحديثه مثل مانع ( قناه السويس ) والذي حطم اسطورته ( الزعيم الاسطوره والمؤمن / محمد انور السادات ) ويشبه ايضآ نفس المانع الذي قدمه الفنان الراحل / يحي شاهين عندما اقتبس باكورة انتاجه في فيلم ( الغريب ) والمقتبس عن قصه سيده الادباء في الغرب كله وهي السيده الفاضله / اجاثا كريستي ... في قصه ( مرتفعات وز رنج ) حين بنت اعمده هذة القصه الرومانسيه علي اساس ان المانع والفارق بين بيئه الانسان ومن يحب تقف في طريق العشاق وتفصل بينهما مثلها في ذلك مثل المرتفعات الخرافيه في اوروبا وهي ( مرتفعات وز رنح ) ولا يفوتني هنا ان اذكر ان اجاثا كريستي بيع من مؤلفاتها باللغه الانجليزيه وحدها ( 638 مليون نسخه ) واعتمدت هذة الفلسفه علي التركيز علي ان هناك موانع وفواصل شاهقه الارتفاع تقف بين كل فردين ولكن لا تراها العين المجرده ...... ولكن اذا جاء النور واعُلن عن مولده علي يد فيلسوف موهوب فانه وحده هو القادر بأذن الله علي ازاله هذة الموانع ........ فعندما يلتقي الاب المجرب ويجمع الحب والنور بينه وبين ابنه ...... ويحتويه بذراعيه وبين احضانه ..... فأحضان الاب هي الوطن الذي يبحث عنه الابن الشريد والضال والذي ضل الطريق ...... عندها فقط يكون الاب قد وجد ( ضالته المنشوده ) فأخيرآ وجد ابنه ونام قرير العين ..... هانئ القلب .... ناعم البال .... بعد ان اطمئن ان ابنه اوحيد الذي سيحمل اسمه من بعده سيحمي ويحافظ ..... ويدافع ...... ويزود ...... ويزيد هذة الامبراطوريه التجاريه الناجحه وعن الاسرة التي لا ولن تجد من يزود عنها ويحميها سوي هذا الابن الوحيد ....... فألتقي الاب والابن في محطه واحده ونزل كلآ منهما من القطاران المتوازيان ...... ليعلنا سويآ عن عيد ميلاد جديد لهما في هذا الكون الواسع الرحيب ...... وهذا الحدث البسيط اعد ت طرحه لاعود واعود دائمآ واكرر ...... وسأظل اكرر ما حييت حتي بعد رحيلي في كتبي وكل كتاباتي بأن النجاح والاتحاد وازاله الفواصل والفوارق والحدود بين كل فردين او افراد يمكن تعميمها علي مستوي دولتين او مجموعه دول فقد تم هذا الزواج والتزاوج بين القطب الثالث والوليد علي ارض الواقع وفي عالمنا المعاصر علي يد رجلين اثنين ( هيلموت كول و فرانسوا ميتران ) لقيام وتحرك قطار الوحده الاوروبيه التي وحدت بين اكثر من 16 دوله ووحدت العمله والغت الفواصل والحدود واعلن وقتها هيلموت كول ( بأن قطار الوحده الاوروبيه قد تحرك ولن يتمكن احد من ايقافه ) فيا حلمآ طال انتظارة في عقلي وقلبي ووجداني ...... ويا املآ شفني الوجد فعشقته فأمتلك روحي وكياني ...... اقبل ...... اقبل فأنت طوق النجاه الاوحد للعالم الانساني .... ويا حلمآ عزيز المنال ...... عز علينا وعلي الاهل والخلان ....... طريقك ها هو اعلن عنه للعالم كله علي الملأ هو ........... السنه والقران وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق