الاثنين، 2 مارس 2015

                             






                                        من قارة المنسيين

                                          عمرو بن العاص

   توأمان  ......  وداهيتان  ..... في الدهاء ...... معاويه بن ابي سفيان .... وعمرو بن العاص ..... وها      نحن  نبدأ  بعمرو بن العاص فهو

عمرو بن العاص  السهمي القرشي الكناني ، أبو عبد الله، ابن سيد بني سهم من قريش العاص بن وائل السهمي، أرسلته قريش قبل إسلامه إلى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا من الكفار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشي. وبعد إسلامه فتح مصر بعد أن قهر الروم وأصبح والياً عليها بعد أن عينه عمر بن الخطاب.

و أبرز ما عرف عن عمرو بن العاص أنه كان أدهى دهاة العرب في عصره ، فقد نقلت عن سعة حيلته و عبقرية تدبيره روايات تشبه الأساطير ، حتى ان الخليفة عمر بن الخطاب لقبه بأرطبون العرب.

نسبه
    هو : عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم عمرو هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
    أمه : النابغة بنت خزيمة بن الحارث بن كلثوم بن حريش بن سواءة بن جوشن بن عمرو بن عبد الله بن خزيمة بن الحارث بن جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وكانت أمه سبية وإخوته من أمه: عروة بن أثاثة العدوي القرشي، وعقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري القرشي.
إسلامه
دخل الإسلام في السنة الثامنة للهجرة بعد فشل قريش في غزوة الأحزاب، وقدم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين بعد مقاتلتهم الإسلام.
أوصافه
كان قصير القامة، قوي البنية، مرن الأعضاء تعود جسمه احتمال المشقة، وقد ساعده ذلك على أن يبرز في أفانين الفروسية والضرب بالسيف. كان عريض الصدر واسع ما بين المنكبين، له عينان ثاقبتان سريعتا التأثر بحالته سواء كان غاضبا أو فرحا، وفوقهما حاجبان غزيران، وكان أدعج (شديد سواد العين) أبلج (أبيض ما بين الحاجبين)، ودون ذلك فم واسع، كان يخضب لحيته بالسواد، وافر الهامة، وجهه ينم عن القوة من غير شدة وتلوح عليه لائحة البشر والأنس. كان خطيبا بليغا محبا للشعر ويطرب له.
عمرو قائداً حربياً
كانت أولى المهام التي أسندت إليه عقب إسلامه، حينما أرسله رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ليفرق جمعا لقضاعة يريدون غزو المدينة المنورة، فسار عمرو على سرية "ذات السلاسل" في ثلاثمائة مجاهد، ولكن الأعداء كانوا أكثر عددا، فقام رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبي عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيسا على الجميع فقبل أبو عبيدة، وكتب الله النصر لجيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وفر الأعداء ورفض عمرو أن يتبعهم المسلمون، كما رفض حين باتوا ليلتهم هناك أن يوقدوا نارا للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك للرسول حين سأله أنه قال: " كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم "، فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره.
بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وفي خلافة أبي بكر، قام بتوليته أميرا على واحد من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى بلاد الشام لفتحها، فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة آلاف مجاهد، ثم وصله مدد آخر فأصبح عدد جيشه سبعة آلاف مجاهد، وشارك في معركة اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معا على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوما من أيام المعركة، وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم فتح بلاد الشام، انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح.
كان عمر بن الخطاب إذا ذكر أمامه حصار بيت المقدس وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا "أرطبون الروم" "بأرطبون العرب".
ولاية مصر
خلال خلافة عمر بن الخطاب ولاه قيادة جيوش في فلسطين والأردن بعد موت يزيد بن أبي سفيان واثناء وجود عمر بن الخطاب بالقدس ليتسلم مفاتيحها استغل هذه الفرصة عمرو وطلب من عمر فتح مصر وقال له إن فتحتها فستكون قوة وعون للمسلمين ولكى تؤمن حدود الشام من هجمات الرومان ثم وافق عمر وولاه قيادة الحيش الذاهب لفتح مصر ففتحها. وأمره الخليفة عثمان بن عفان عليها لفترة ثم عزله عنها وولى عبد الله بن أبي السرح، وكان ذلك بدء الخلاف بين عمرو بن العاص وعثمان بن عفان.
عاد بعدها عمرو إلى المدينة المنورة.
دوره في معركة صفين
بعد أن قتل عثمان بن عفان سار عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان وشهد معه معركة صفين ولما اشتدت الحرب على معاوية أشار عليه عمرو بن العاص بما عرف عليه من دهاء بطلب التحكيم ورفعت المصاحف طلبا للهدنة. ولما رضي علي بن أبي طالب بالتحكيم، وكل عمرو بن العاص حكما عن معاوية بن أبى سفيان كما ووكل أبو موسى الأشعري حكما عن علي بن أبي طالب.اتفق الحكمان أن يجتمع من بقي حيا من العشرة المبشرين بالجنة ويقرروا مصير قتلة عثمان، ولم يكن قد بقي منهم إلا سعد بن أبي وقاص وعلي بن أبي طالب وسعيد بن زيد. ثم إن معاوية أرسله على جيش إلى مصر فأخذها من محمد بن أبي بكر ثم ولاه معاوية على مصر.
وفاته
توفي في مصر وله من العمر ثمانية وثمانون سنة ودفن قرب المقطم. ونقل الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عن وفاته: «لما احتضر عمرو بن العاص قال: " كيلوا مالي "، فكالوه فوجدوه إثنين وخمسين مدا، فقال: " من يأخذه بما فيه يا ليته كان بعرا " ثم أمر الحرس فأحاطوا بقصره فقال بنوه: ما هذا؟ فقال: " ما ترون هذا يغني عني شيئا ".»
«قال عمرو بن العاص عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به الموت ذكره ابنه بقوله وقال: صفه. قال: " يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكني سأصف لك أجدني كأن جبال رضوى على عنقي وكأن في جوفي الشوك وأجدني كأن نفسي يخرج من إبرة ". وقال: حين احتضر: " اللهم إنك أمرت بأمور ونهيت عن أمور تركنا كثيرا مما أمرت ورتعنا في كثير مما نهيت اللهم لا إله إلا أنت " ثم أخذ بإبهامه فلم يزل يهلل حتى فاض، جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فقال ابنه عبد الله: ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك؟ قال: " أي بني قد كان ذلك وسأخبرك، إي والله ما أدري أحبا كان أم تألفا ولكن أشهد على رجلين أنه فارق الدنيا وهو يحبهما ابن سمية وابن أم عبد "، فلما جد به وضع يده موضع الأغلال من ذقنه وقال: " اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلا مغفرتك "، فكانت تلك هجيراه حتى مات.
وذكر أبو العباس المبرد أنه لما حضرت الوفاة عمرو دخل عليه ابن عباس فقال: «دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر، فدخل عليه عبد الله بن عمرو فقال له: " يا عبد الله، خذ ذلك الصندوق "، فقال: لا حاجة لي فيه، قال: " إنه مملوء مالا "، قال: لا حاجة لي به، فقال عمرو: " ليته مملوء بعرا " قال: فقلت: يا أبا عبد الله، إنك كنت تقول: أشتهي أن أرى عاقلا يموت حتى أسأله كيف يجد فكيف تجدك؟ قال: " أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما، وأراني كأنما أتنفس من خرم إبرة "، ثم قال: " اللهم خذ مني حتى ترضى ". ثم رفع يديه فقال: " اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فركبنا فلا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، ولكن لا إله إلا الله " ثلاثا، ثم فاضت روحه  الي بارئها  .......  وبعد هذة الدورة  حول  هذا الداهيه  السياسي  والعسكري  عمرو بن العاص  لا يفوتني  ان اذكر  موقفه  في مرحله  فاصله  في التاريخ الاسلامي والعالمي  كله  حين  اشتعلت  المعارك  بين انصار  الامام علي بن ابي طالب  وانصار معاويه بن ابي سفيان  بأحقيه  الخلافه  وكاد  الصراع  ان  يسيل  بحور  من الدماء هنا  تدخل  عمرو بن العاص  واقترح  ان يختار  علي بن ابي طالب  رجل  يكون  حكمآ  له  ويختار  معاويه  رجلآ حكمآ له  فوقع  اختيار علي بن ابي طالب  علي ( ابو موسي  الاشعري )  ووقع اختيار الداهيه  معاويه  علي  الداهيه  ( عمرو بن العاص )  وهنا  اختلي عمرو بن العاص  بابي موسي الاشعري  واقترح  عليه  بان  الطريق الاوحد  للنجاة  من النار  وحقنآ لدماء المسلمين  بأن  يخرج  ابو موسي الاشعري  علي الناس  ويعلن  خلعه  لمن  ولاه  اي  لعلي بن ابي طالب  وفي نفس الوقت يعلن  عمرو بن العاص  خلعه  لمن ولاه  او استولاه  وهو  معاويه بن ابي سفيان  ويتركوا  الامر  لعامه الناس  حتي  ينجوا  بانفسهم  من دماء  المسلمين ......... واقتنع  ابو موسي  الاشعري  بكلام  عمرو بن العاص  ووجد فيه  طوق النجاه  للخلاص  من هذا  الموقف  العصيب  في الدنيا والاخرة ........ وحين  خرجا  علي الناس  قدم  عمرو بن العاص  ابو موسي الاشعري  عليه  قائلآ  بأنك  الاكبر  سنآ  ومقامآ  فتفضل  وتقدم  .......  وهنا  اعلن  ابو موسي الاشعري  قوله  (  بأنني  نيابه  عن  الرجل  الذي استولاني  حكمآ  له  علي بن ابو طالب  فانني  ( اخلع علي بن ابي طالب من خلافه  المسلمين  كما اخلع  هذا الخاتم من اصبعي هذا  )  وهنا  تقدم  الداهيه  عمر بن العاص  قائلآ  ( اما انا نيابه عن الرجل الذي  استولاني  معاويه بن ابي سفيان  .....  فأذا كان  ابو موسي  الاشعري  قد خلع  علي بن ابي طالب  من الخلافه  كما خلع  هذا الخاتم من اصبعه  ....... فانني  ( اثبت  معاويه بن ابي سفيان )  للخلافه  كما اثبت  هذا الخاتم  في اصبعي  ووضع الخاتم  في اصبعه  ............ ليسدل  الستار  علي  الصراع  بدهاء  نادر  وفريد  من نوعه ....... ورحل  عمرو بن العاص  بعد تاريخ  طويل  سطر فيه  روائع  نادرة  في التاريخ  الاسلامي  والانساني  كله  

وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه 

واخر دعوانا ان الحمد لله رب  العالمين . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق