السبت، 7 مارس 2015



           
         






                من قارة المنسيين
               (غرباء ومنسيين)
           ( مصطفي محرم الغريب)
وهذا بالطبع  ليس لقبه او اسمه ولكنه الأستاذ  مصطفي محرم كاتب السيناريو  والسيناريست  المعروف  ولكنه  مع الأسف  يأتي دائمآ ترتيب أمثال هذا العملاق الادبي  في  ( الشوارع الخلفيه ) في عالمنا المتخلف فكاتب القصه  وكاتب السيناريو والحوار والمخرج  وبقيه فريق العمل  لا يلتفت المشاهد هنا لاعمالهم في عالمنا المتخلف  هذا  مقارنه بالبطل او الفنان  وابطال الروايه برمُتها ولكن  ينصرف  بكل كيانه وجوارحه نحو الممثل او الفنان فقط وينسي كل شيئ اخر تمامآ  ولكن  استوقفني عند هذا الكاتب  العملاق وشريكه في العمل  او النص الادبي  الأستاذ / احسان عبد القدوس  المؤلف للروايه  استوقفني هذان العملاقان  في محطه  كان لا بد من التوقف عندها  ولايجوز  ان نمر عليها مرور الكرام  للوقوف  علي حقيقه  تنادي وتصرخ  في هذه الاعمال  فقد اسعدني الحظ  بمشاهده  عملين  عملاقين  لهذا البطل  الموهوب  والذي اتقن عمله اتقانآ رائعآ وبلا حدود  فقد جاء   فكر  مصطفي محرم  فكرآ غنيآ  وثريآ  ثرئآ   ادبيآ  وبلا حدود  وهذا هو  قمه الابداع  حين يكون فكر الكاتب ورؤيته  وطريقه الحوار والمعالجه الفنيه  والدراميه  لصياغه الحدث  وتسويقه  الي جميع مستوي العقليات البشريه  من أقصاها الي أقصاها   بحيث يتم  توصيل الرساله كامله  الي كل مشاهد  ومستمع  الي اعمال  الكاتب  وهذة نظريه  كان يؤمن بها  نابليون بونابرت  /  بأن ترجمه  أي عمل ادبي  مكتوب  الي عمل  مرئي  ومسموع  بالصوت والصوره  افضل  بكثير   وهذه نظريه اثبتها  العلم الحديث  .......  حتي يجد كل فرد  ان  (  ثمرة العلم  والطرح  الذي يقدمه المؤلف او الكاتب  ساقطآ في حجرة  مثله  في ذلك  مثل الثمرة الطيبه  التي  تهوي  طواعيه  بين يدي  او في حجر  من طلبها  ومن لم يطلبها  من فرط حلاوتها وشده  نضجها  ووضوحها  وسلاستها  وسهولتها  ويسرها  وعذوبتها  ولا تقدم  هكذا  بصورة  بديهيه او تقليديه  بل علي العكس فأنها  ترتدي  اجمل ثياب  المعرفه  كثياب  عروسه حسناء  رائعه الحسن فائقه الجمال  تزينت  في يوم عُرسها  ليتم زفافها  الي  حبيب قلبها  )
 اذن  فالفلسفه الجميله  التي  يسُوق   بها  الأستاذ  مصطفي محرم ادبه  واعماله  واعمال الاخرين  هي فلسفه  العشق للانسانيه والبشريه كلها  لذلك  يتم التعامل  وتقديم العمل الفني  لاعماله  بصبغه  انسانيه  بحته  وخالصه  ...... تهدف في المقام الأول والأخير  ...... الي توصيل  الامانه  العلميه  التي حباه  الله بها هو وغيره  الي سائر البشر  علي الرغم  من وجود  قطاعات عريضه  من العلماء  والعباقرة  والنوابغ والمبدعين  يعيشون  وهم  مُهمشون  وغُرباء ومنسيون  في عالمهم  ويرحلوا  في صمت  وتظل  أعمالهم  مغمورة  مثلهم  ولا تخرج  الي النور  ويرحلوا  في صمت  جون وداع  ...... دون ان يذرف  عليهم  احد  الدموع  ..... او يزيح  ستائر النسيان  التي  تسدل  ستائرها  القاتمه والداكنه  عليهم  وعلي أسمائهم  واعمالهم  حتي يأتي  يومى ما  ويظهر  الفارس  الذي لا يشُق له غبار  ليزيح  ستائر النسيان والتجاهل عنهم  وعن أعمالهم  ومناقبهم  ومأثرهم   حتي يتم في نهايه المطاف  تحقيق الرساله  الساميه للعلم  والفن  ووصولها  الي الجميع وفي هذه المحطه  الانسانيه   داخل هذا الكاتب  والاديب  والفيلسوف  لا بد لنا جميعآ  من التوقف  ...... ولا بد لنا  من البحث  ...... والتنقيب في مغارات  وكهوف  النفس البشريه  والتي  تفوق  ( كهوف توروبورو)  وهي  اغرب  واعمق كهوف  في أفغانستان  حيرت  السوفيت  هناك  ...........  وخرج  الجيش الأحمر  ( الجيش السوفيتي مهزومآ  واعلن انسحابه  من جانب واحد )
اذن  فلا بد  للكاتب  والفيلسوف من التوقف  ولا بد  من البحث والتنقيب  داخل  مغارات  وكهوف  واغوار  النفس البشريه  التي  تهفو دائمآ  الي العطاء  والسقايه والرعايه  وري النفوس  القاحله  والجدباء بماء ومداد  العلم  حتي يكون  هناك طرحآ مثمرآ  ومفيدآ ونافعآ لصالح الاسر  والمجتمعات المحليه والعالميه  ويقضي  علي اخطر امراض العصر في عالمنا هذا  وهو  (  الغربه  الاسريه )  والعائليه  والاحساس الدائم والملازم  لكل فرض  من افراد  الاسره الواحده بالغُربه  والغروب  والتغريب  فيعيش  كل فرد  من افراد  الاسره الواحده  في غربه  وغروب  دائم  ومناخ  اسري  قاسي وقاتم  وملوث  ومعتم  لا تشرق فيه  شموس  المحبه  والجماعه  او الصحبه  والاهل  والخلان  ...... وقد تجلي هذا العمل واضحآ جليآ  في هذين العملين  وهما  (  لن أعيش في جلياب ابي )  للكاتب العملاق احسان عبد القدوس   والعمل الثاني  كان في مسلسل ( أبناء ولكن )  للكاتب :   الأستاذ /  جابر عبد السلام                               
  وتوقفت في هذين  العملين  في محطه واحده  كررها  وبينها  مصطفي محرم  هو والمؤلف  وهي اخطر  قضايا العصر  وكل العصور  الا وهي  (  النجاح الاسري وتوابعه والفشل الاسري وعواقبه ) فهي  طبيعه المناخ والحبل السري  الذي يربط الابن بأبيه  والأب  بأبنه وابنائه  وكيف استطاع  هذا الفارس  الادبي المغوار  ان يشق طريقآ  له من بين الصخور .......  وطريقآ لا يشق له  غبار  .......  كي يلتقي وكي يجمع  فيه بين الاب  وابنه  ولا يفارق احدهما  الاخر  بعد ان اكتشف  وتيقن  للابن  ان ابوة  (  هو ضالته المنشوده )  وغايته  والواحه الأخيرة  في هذه الصحراء القاحله والممتده  المتراميه الأطراف  والتي تمتد  امام الناظرين  بلا حدود  وكانها  بلا نهايه  ولا نهايه لها  ويعالج بعض أخطاء  وهي في الواقع  ليست أخطاء صدرت من الاب  لصالح الابن  فيترجمها  الابن  بحكم تكوينه ومعرفته  السطحيه علي انها  صد  وهجر  واستخفاف وعدم مبالاه  من ابيه به  ...... ويقوم  بفلسفه هذه الحقيقه بالذات  ويوضح  ويفلسف  سلوكيات  الجحود والجفاء التي رددها الابن وعاب بها  علي ابوة  يفلسفها  ويحولها  الي قمه  الحب  والعشق  والهيام  فهذة  القسوه من الاب  كانت متعمده  وناتجه  عن تدليله  في الصغر  حتي اضرت به في شبابه ولم  يجد احدآ الي جواره  وداس  علي الاشواك  ..... وتجرع  كؤوس  الفقر  والشقاء  والحرمان  فأشفق  علي ابنه  ان يتجرع  هذا الكأس المُر  في (قصه لن أعيش في جلباب ابي ) واراد الاب  بقسوته  وشدته  مع ابنه  ان يجنبه  المشي  فوق الاشواك  ويتمكن  من اداره ثروه  ابيه  المهوله  بحكمه واقتدار  ولكن الترجمه الخاطئه  من جانب الابن  أبعدته  عن ابيه  وغيرت خط سير العمليه برمُتها  فعاش الرجل ( الاب )  في عذاب  وحيرة  وضياع  ولم يدرك ان القسوة والخوف  في معامله ابنه  من اجل مصلحته  قد اوجدت  سورآ عاليآ ومرتفعآ  يعادل في ارتفاعه  ارتفاع ( مرتفعات وزرنج ) 
وهي اعلي مرتفعات في أوروبا وعنوان  لقصه  غراميه  واجتماعيه رائعه للاديبه العالميه بل  ومعجزة الادباء في العالم ( اجاثا كريستي )
والتي اقتبسها  وحولها الي عمل او فيلم  مصري  الفنان الراحل  يحي شاهين في باكورة  انتاجه  والذي كان يحمل  اسم ( الغريب )  وولدت  هذه الاحاسيس  والشعور بالغربه  الدائمه  لدي الابن  تجاه ابيه  كل معالم  الغربه  والغروب  الي ان جعلت الاب  يتحسر ويجتر  الامه واحزانه في كل لحظه في صحوة و منامه  خوفآ  علي  الامبراطوريه التي كونها  بعرقه  وكفاحه  وصبرة  علي الجوع والحرمان  ومذله النفس حين كان يعمل ( صبي ) عند معلمه  بمبلغ  25 قرش في اليوم  بالاضافه  الي تعرضه لمضايقات  ومهانات  من رفاقه  وصحبته في العمل  حتي ابن صاحب العمل نفسه  فأراد الاب الحنون  ان يجنب ابنه  هذا المشوار فوق الاشواك  اذن  فالاثنان  ( الاب والابن )  يعيشان  علي خطان متوازيان  لا يلتقيان  يركب كلآ منهما قطارآ  مختلفآ يلتقيان  سويآ  للحظه واحده  وهما يسيران  علي خطان متوازيان  لا يمكن لهما  ان يلتقيان  سويآ  فهناك دائمآ فاصل ومانع  كبير  يشبه  اكبر مانع مائي  وفاصل في تاريخ العسكريه الحديثه  مثل  ( مانع قناه السويس )  والذي حطم  اسطورته البطل  الزعيم / محمد أنور السادات ....  بالاضافه  الي  انه يتشابه  مع  مرتفعات وزرنج  حين بنت  اعمده  هذه القصه الرومانسيه  الاديبه العبقريه   وشيدت أساسها  علي  مبدأ  يقول (  ان المانع  والفارق  بين بيئه  الانسان  تقف  في طريق العشاق وتفصل بينهما  مثلها في ذلك  مثل  تلك الموانع )  واعتمدت  هذه الفلسفه علي التركيز علي ان هناك  موانع  وفواصل شاهقه الارتفاع تقف  بين كل فردين  ولا تراها العين المجرده  ...... ولكن اذا جاء النور  واعُلن  عن مولُده  علي يد فيلسوف موهوب فأنه  وحده  وبأراده الله  هو القادر  علي ازاله هذه الفواصل والموانع  فعندما  يلتقي الاب  المجرد  ويجمع الحب والنور  بينه وبين ابنه  ويحتويه  بذراعيه وبين  احضانه  فأحضان الاب  هي الوطن الذي يبحث عنه  الابن الشريد والضال  والذي ضل  الطريق  عنها فقط  يكون الاب  قد وجد  ضالته المنشوده فأخيرآ  وجد ابنه  ونام  قرير العين ...... هانئ  القلب ..... ناعم البال  ... بعد ان اطمئن ان ابنه الوحيد  الذي سيحمل اسمه من بعده  سيحمي ويحافظ  ويدافع  ويزود عن هذه الامبراطوريه  التجاريه الناجحه والضخمه  وعن الاسره  التي لا ولن تجد من يزود عنها ويحميها سوي هذا الابن الوحيد  ...... والتقي الاب والابن  في محطه واحده  ونزل كل واحدآ منهما  من القطاران المتوازيان  ليعلنا  سويآ عن عيد ميلاد جديد لهما  في هذا الكون الواسع الرحيب  وهذا الحدث البسيط  اعدت طرحه  لاعود  واعود دائمآ وأكرر وسأظل اكرر ماحييت  وأكرر  حتي  بعد رحيلي في كتبي  وكل كتاباتي  بأن النجاح  والاتحاد  وازاله الفواصل  والفوارق  والحدود بين  فردين  او افراد  يمكن تعميمهما  علي مستوي دولتين او مجموعه دول والعالم بأسرة وقد تم  هذا الزواج والتزاوج بين  القطب الثالث  والوليد  علي ارض الواقع وفي عالمنا المعاصر  بين قطبين  عملاقين  هما (  هيلموت كول وفرانسوا ميتران ) لقيام  وتحرك  قطار الوحده الاوروبيه التي وحدت  بين اكثر من 16 دوله  ووحدت العمله  والغت  الحدود والفواصل  واعلنا  وقتها سويآ  ( ان قطار الوحده الاوروبيه قد تحرك  ولن يسنطيع او يتمكن أي احد من إيقافه )
 فيا حلمآ طال انتظارة  في عقلي  وقلبي  ووجداني  ويا املآ  شفني الوجد فعشقته  ...... فأمتلك روحي وكياني  ....... اقبل  ..... اقبل  ..... اقبل ... فأنت  طوق النجاه الأوحد للعالم الإنساني  ...... ويا حلمآ عزيز المنال  عز علينا  وعلي الاهل  والافراد  ...... طريقك ها هو  ...... اعُلن عنه  للعالم كله  علي الملآ  هو  .......    (  السنه والقرأن)........
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.  
                                                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق