من قارة المنسيين
رشدي سعيد الكاشف
مهما بُعدت ..... ومهما هجرت ... فأبدآ ابدآ لن تغيب ... نعم لن يغيب عني طيفك وهذا نداء اوجهه الي كل منسي والي كل المنسيين في ربوع قارة المنسيين ....... الي السيد والأستاذ رشدي سعيد الكاشف ..... عاشق النيل الرجل الذي كتب عنه الكثيرون وكان من بينهم الصحفي والاديب الأستاذ/ علاء الديب فكتب قائلآ ..... ( كأن رشدي سعيد يزداد حضورآ رغم الغياب فهو المصري النادر الذي رحل عن عالمنا في فبراير 2013 رحل ولكنه موجود معنا في كل ما يجد في حياه المجتمع المصري من مشاكل واسأله فأي اسم نطلقه عليه هل نقول ..... عاشق النيل ..... حكيم مصر ..... الحجر الكريم النادر ...... أبو الجولوجيا ..... سيف قاطع بين الوهم والحقيقه ) قال عنه نجيب محفوظ / ( ان حديث رشدي سعيد يعشقه المثقف والعادي ومن هم دون هذا او ذاك عرفت عن رشدي سعيد ما ينبغي ان يعرف عن جهاد عالم فريد من اثارة التي يهتم بها الغرب قبل الشرق ومن أحلامه بالنسبه الي وطنه وتقدمه العلمي والاقتصادي علمت ما لم اكن اعلمه وما لا يجوز ان يجهل وما يملآ الانسان فخرآ وسعاده ان من اقبح ما في حياتنا جهلنا بعلمائنا وهم ( الجواهر التي يزدان بها تاج الحياه وهم املنا في المرور الحقيقي الي المستقبل )
ويقول هيكل ( نحن امام أستاذ في الجولوجيا خطا من الجامعه الي المجتمع ومن العلم الي الثقافه حين استطاع ان ينفذ من طبقات الأرض وحياه البشر في وطن بذاته أحاط بعلوم الجغرافيا والتاريخ فصل الحاضر والمستقبل وتكشف بالعلوم والحكمه مطالب التقدم والعمران حين تصنع نوعآ راقيآ من المعرفه المتكامله القادرة علي الخدمه العامه مبعدون عنها في حين ان المجال مفتوح الي درجه العربده امام ثلاثيه الجهل والعجز والفساد
وان رشدي سعيد رجل تسعي اليه جامعات الدنيا وتستضيفه محافلها ولكن وطنه بشكل ما ...... لا يسمعه بالقدر الكافي فقد عاش وهو يحاول نقل دراسته عن النيل الذي قال عندما شاهد الحال الذي وصل اليه في السنوات الأخيرة وتحول النيل من شريان يحمل الدم الصالح الي وريد يصرفون فيه ما فسد من دمائهم بعد ان ضاعت سيناء في 1967 وبدأت مشاريع لتعميرها تعميرآ حقيقيآ ولكن تركت لبيوت الخبرة الاجنبيه والمقاولين ودخلنا في الاستثمار بدلآ من التنميه لكيلا تمتد نفس الأفكار وتستشري في التعدين وفي التعليم والسياسه ...... ويقول رشدي سعيد الذي تعلم علي يد مربي الأجيال ( الأستاذ يعقوب فام ) في جمعيه الشبان المسيحيين وشرب الفكر والثقافه من رجل الثقافه المصريه النادر ( الأستاذ سلامه موسي ) ويقول رشدي سعيد في كتاب ( رحله عمر ) ان الديمقراطيه ليست شعارآ يرفع بل هي نظام متكامل وطريقه للعيش والحياه ينبغي ان يعُد لها الفرد منذ نعومه اظفارة بتنشئته علي تحمل مسؤليه المشاركه في إدارة شئونه سواء في المنزل او المدرسه حتي يكون معُدآ للمشاركه في إدارة شئون امته ......... وعائله رشدي سعيد كانت من شبرا من حي القللي واصولها من الصعيد وفديه اصيله لم تترك الوفد رغم انفصال مكرم عبيد فقد كان الوفد رمز وحده الوطن ويقول رشدي سعيد في كتابه ( رحله عمر ) .. لم يكن هناك أي طريق اخر لرفع شأن الوطن غير الاخذ بمنهج العلم الحديث الذي هو سمه الحضارة التي سميناها خطأ بالعربيه علي انها حضارة جامعه هي ملك لكل البشريه لانها نتاج تراكم التراث الحضاري لكل ما سبقها من حضارات بدأ من الفراعنه مرورآ باليونان ونهايه بالحضارة الاسلاميه والتي كان لترجمتها اكبر الأثر في توصيل ما كتبه اليونانيون للحضارة الحديثه وكان المسيحيون يدخلون برلمانات ما قبل الثورة في دوائر ونسب تواجدهم ولكن عندما قرر عبد الناصر في برلمان 1962 تعيين 10 أعضاء كان اغلبهم او كلهم من الاقباط وكان من بينهم رشدي سعيد وكان يكتب وقتها مقالات مهمه في جريده الاهرام ولم يكن سعيدآ بهذا فقد قال انني منذ عودتي من البعثه وانا اشعر انني أصبحت الأخير في وطني ورغم ذلك لم يتحدث عن الصغائر التي تعرض لها طوال عمله في الجامعه او في الحكومه مما يتعرض له المسيحيون من بعض ضعاف النفوس من معامله مختلفه تتصاعد مع سيطرة وتصاعد نجم التيار السلفي الذي افرز مناخآ لا يختلف عن مناخ القرون الوسطي ويقول استمعت خلال عضويتي بالمجلس الي مئات الخطب والمداخلات التي كانت تستشهد بقصص قديمه ومقولات ساذجه أخرجت من كتب قديمه ولم يكن الامر مقصورآ علي الأعضاء بل امتد الي الوزراء وصانعي القرار والذي كان البعض منهم يحمل الاحجبه ويستطلع الطالع ويستكشف المستقبل بأستخدام المنجميين ...... وقد استعان رشدي سعيد باللغه العربيه في ترجمه العلوم وقام بتجهيز قاموس المصطلحات العلميه مع دائرة المعارف البريطانيه الي جانب التحفه العلميه التي تحمل اسمه عن ( نهر النيل ) التي تطبعها اعظم دور النشر العالميه وكان من اخر أقواله المطالبه بأعاده اصدار (موسوعه النيل ) التي كانت تصدر سنويآ من وزاره الري اما ازمه النيل الأخيرة فقد قال فيها وهو علي فراش المرض ان الجريمه اننا سمحنا بتدخل صندوق النقد وعناصر اجنبيه في اتفاقيات المياه ...... وقد ارسل الأستاذ ( فكري اندراوس ) للأستاذ / رشدي سعيد .... رسائل الحب والسلام وقال فيها ان الطيور والاسماك ترسل لك السلام ...... وانا من هنا ومن خلال ما اكتبه اود ان اسُلط الأضواء علي فلسفه الانسان قبل الاديب فهذا الانسان والاديب والفيلسوف والمفكر رشدي سعيد قامت مبادئه وفلسفته علي فكر رفيع يعتمد علي منع الجريمه قبل وقوعها والبحث عن طرق علاجها فالاعداد والبناء العلمي الوطني للإنسان هم اركان البناء المشيد علي أسس الايمان بالله والوطن فصناعه العالم الأفضل وهو عالم الحق والخير والجمال لا يمكن تحقيقه وتفعيله علي ارض الواقع بدون العلم والايمان والمعرفه....... فالعلم والمعرفه هما المصابيح الاماميه لسيارة الحياه التي تضيئ وتبدد ظلمات الطريق ...... فسلامآ الي الفيلسوف والاديب والصديق والاخ والانسان فبدون العلم والايمان ....... تضيع كل الأوطان
...... وها انا اعود مذكرآ ( بموسوعه النيل ) ومطالبآ بعودتها لتعريف الشعوب بأسباب بقائها ووجودها ومذكرآ برجل اسطوره علميه وانسانيه نادرة فالذكري ناقوس يدق في عالم النسيان ....... وذكري الصديق تدوم الي الابد
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق