السبت، 28 فبراير 2015

              






                                    من قارة المنسيين
                                رشدي سعيد الكاشف
 مهما بُعدت  ..... ومهما هجرت ... فأبدآ  ابدآ لن تغيب   ... نعم  لن يغيب عني طيفك  وهذا نداء  اوجهه  الي كل منسي  والي كل  المنسيين في ربوع قارة المنسيين  .......  الي السيد والأستاذ  رشدي سعيد الكاشف  .....  عاشق النيل  الرجل  الذي كتب عنه الكثيرون  وكان من بينهم  الصحفي والاديب  الأستاذ/ علاء الديب   فكتب  قائلآ  ..... (  كأن  رشدي سعيد  يزداد حضورآ  رغم الغياب  فهو المصري  النادر  الذي رحل عن عالمنا  في فبراير 2013  رحل  ولكنه  موجود  معنا في كل ما يجد  في حياه المجتمع المصري من مشاكل واسأله  فأي اسم  نطلقه عليه  هل  نقول ..... عاشق النيل  ..... حكيم مصر ..... الحجر  الكريم النادر ......  أبو الجولوجيا ..... سيف قاطع بين الوهم والحقيقه )  قال عنه  نجيب محفوظ  / ( ان  حديث رشدي سعيد  يعشقه  المثقف   والعادي  ومن هم   دون هذا  او ذاك  عرفت  عن رشدي سعيد ما ينبغي  ان يعرف  عن  جهاد  عالم فريد  من اثارة  التي يهتم بها الغرب  قبل الشرق  ومن أحلامه  بالنسبه الي  وطنه  وتقدمه العلمي والاقتصادي  علمت ما لم  اكن اعلمه  وما  لا يجوز  ان يجهل  وما يملآ  الانسان  فخرآ وسعاده  ان من اقبح  ما في حياتنا  جهلنا  بعلمائنا  وهم  (  الجواهر  التي   يزدان  بها  تاج الحياه  وهم املنا  في المرور  الحقيقي  الي المستقبل )
 ويقول  هيكل ( نحن امام أستاذ في الجولوجيا  خطا من الجامعه  الي المجتمع  ومن العلم  الي الثقافه  حين استطاع  ان ينفذ  من طبقات الأرض  وحياه البشر  في وطن  بذاته  أحاط بعلوم الجغرافيا والتاريخ  فصل الحاضر والمستقبل  وتكشف  بالعلوم  والحكمه  مطالب  التقدم  والعمران  حين تصنع  نوعآ راقيآ  من المعرفه  المتكامله  القادرة  علي الخدمه العامه  مبعدون عنها  في حين  ان المجال مفتوح  الي درجه العربده  امام  ثلاثيه الجهل والعجز والفساد
 وان رشدي سعيد رجل تسعي اليه جامعات الدنيا وتستضيفه  محافلها  ولكن  وطنه  بشكل  ما ...... لا يسمعه  بالقدر الكافي   فقد عاش  وهو يحاول  نقل دراسته عن النيل  الذي قال  عندما  شاهد الحال  الذي وصل اليه في السنوات الأخيرة  وتحول النيل  من شريان  يحمل الدم الصالح  الي وريد  يصرفون فيه  ما فسد من دمائهم  بعد ان ضاعت  سيناء في 1967  وبدأت  مشاريع  لتعميرها  تعميرآ حقيقيآ  ولكن  تركت  لبيوت  الخبرة الاجنبيه  والمقاولين  ودخلنا  في الاستثمار بدلآ من التنميه  لكيلا تمتد نفس الأفكار  وتستشري  في التعدين  وفي التعليم  والسياسه  ......  ويقول رشدي سعيد الذي تعلم  علي يد  مربي الأجيال  (  الأستاذ  يعقوب  فام )  في جمعيه  الشبان المسيحيين   وشرب الفكر والثقافه  من رجل الثقافه  المصريه  النادر  (  الأستاذ سلامه موسي ) ويقول  رشدي سعيد  في كتاب ( رحله عمر )  ان الديمقراطيه  ليست شعارآ  يرفع  بل هي نظام  متكامل  وطريقه  للعيش  والحياه  ينبغي  ان  يعُد لها الفرد  منذ نعومه  اظفارة بتنشئته  علي تحمل مسؤليه المشاركه في إدارة شئونه سواء في المنزل  او المدرسه  حتي يكون  معُدآ  للمشاركه في إدارة  شئون  امته .........  وعائله  رشدي سعيد  كانت  من شبرا  من حي  القللي  واصولها  من الصعيد  وفديه  اصيله  لم تترك  الوفد  رغم انفصال مكرم عبيد  فقد كان الوفد  رمز  وحده  الوطن  ويقول رشدي سعيد  في كتابه ( رحله عمر )  .. لم  يكن هناك  أي طريق اخر  لرفع  شأن الوطن  غير  الاخذ  بمنهج  العلم الحديث  الذي هو  سمه الحضارة  التي سميناها  خطأ بالعربيه  علي انها  حضارة جامعه  هي ملك  لكل  البشريه  لانها  نتاج  تراكم التراث الحضاري لكل ما سبقها  من حضارات  بدأ  من الفراعنه  مرورآ  باليونان  ونهايه  بالحضارة الاسلاميه  والتي كان  لترجمتها  اكبر الأثر في توصيل  ما كتبه  اليونانيون  للحضارة الحديثه  وكان المسيحيون  يدخلون  برلمانات  ما قبل الثورة  في دوائر  ونسب تواجدهم  ولكن عندما قرر عبد الناصر في برلمان  1962  تعيين  10 أعضاء  كان اغلبهم  او كلهم  من الاقباط  وكان من بينهم  رشدي سعيد  وكان يكتب وقتها مقالات  مهمه  في جريده الاهرام  ولم يكن  سعيدآ  بهذا  فقد قال  انني منذ عودتي  من البعثه  وانا اشعر  انني  أصبحت  الأخير  في وطني  ورغم ذلك  لم يتحدث  عن الصغائر التي تعرض لها  طوال عمله  في الجامعه  او في الحكومه  مما يتعرض  له  المسيحيون من بعض  ضعاف النفوس من معامله مختلفه  تتصاعد  مع سيطرة  وتصاعد  نجم التيار السلفي  الذي افرز مناخآ  لا يختلف  عن مناخ  القرون الوسطي  ويقول  استمعت خلال عضويتي بالمجلس  الي مئات  الخطب  والمداخلات  التي كانت  تستشهد  بقصص قديمه  ومقولات  ساذجه  أخرجت  من كتب قديمه  ولم يكن الامر مقصورآ  علي الأعضاء  بل امتد الي الوزراء  وصانعي القرار  والذي كان  البعض منهم  يحمل  الاحجبه  ويستطلع  الطالع  ويستكشف  المستقبل  بأستخدام  المنجميين  ......  وقد استعان  رشدي سعيد  باللغه  العربيه  في ترجمه العلوم  وقام  بتجهيز  قاموس المصطلحات  العلميه مع دائرة  المعارف البريطانيه  الي جانب  التحفه  العلميه  التي تحمل اسمه  عن  ( نهر النيل )  التي تطبعها  اعظم دور  النشر العالميه  وكان من اخر أقواله  المطالبه  بأعاده  اصدار  (موسوعه النيل ) التي كانت تصدر  سنويآ  من وزاره الري  اما ازمه النيل الأخيرة  فقد قال فيها  وهو علي فراش المرض  ان الجريمه  اننا  سمحنا  بتدخل  صندوق النقد وعناصر اجنبيه  في اتفاقيات المياه ......   وقد  ارسل  الأستاذ  (  فكري   اندراوس )  للأستاذ / رشدي سعيد  .... رسائل   الحب  والسلام  وقال فيها  ان الطيور  والاسماك  ترسل  لك السلام ...... وانا من هنا  ومن خلال  ما اكتبه  اود ان اسُلط  الأضواء  علي فلسفه  الانسان  قبل الاديب  فهذا الانسان  والاديب  والفيلسوف  والمفكر  رشدي سعيد قامت  مبادئه  وفلسفته  علي فكر رفيع  يعتمد علي منع الجريمه قبل وقوعها  والبحث  عن طرق علاجها  فالاعداد والبناء العلمي  الوطني  للإنسان  هم اركان  البناء  المشيد  علي أسس  الايمان  بالله  والوطن  فصناعه العالم  الأفضل  وهو عالم  الحق  والخير  والجمال  لا يمكن تحقيقه  وتفعيله  علي ارض الواقع بدون  العلم  والايمان  والمعرفه....... فالعلم والمعرفه  هما  المصابيح الاماميه لسيارة الحياه التي تضيئ  وتبدد  ظلمات الطريق ......  فسلامآ  الي الفيلسوف  والاديب  والصديق  والاخ  والانسان  فبدون  العلم والايمان  .......  تضيع كل الأوطان
...... وها انا  اعود  مذكرآ  (  بموسوعه النيل )  ومطالبآ  بعودتها  لتعريف  الشعوب  بأسباب  بقائها  ووجودها  ومذكرآ  برجل  اسطوره  علميه  وانسانيه  نادرة  فالذكري  ناقوس يدق في عالم النسيان  ....... وذكري  الصديق  تدوم الي الابد
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق