الأربعاء، 26 نوفمبر 2014













(من قارة المنسيين)
(عملاق في غابة الاقزام)

ها هي شمعه اخري تنطفئ في قارة المنسيين ولكن لن تخبو بإنطفائها ذكري صاحبها ..... وداعآ قديس الحريه ..... الحزن يجتاح العالم علي رحيل شيخ المناضلين .... اكبر جنازة في التاريخ والعصر الحديث ...... واذا نسي العالم كله يومآ ما هذة المحطه فلن انساها ماحييت وهي تحويل مانديلا السجن الي جامعه واكاديميه للبحث العلمي حصل من خلالها هو وغيرة الكثيرون علي درجه الدكتوراة في كافه العلوم وغيرها الكثير والكثير وتصدرت انجازاته واعماله الانسانيه قبل السياسيه صدر الصفحات الاولي في العالم ..... فقد نعي زعماء العالم .. الزعيم الجنوب افريقي (نيلسون مانديلا ) الذي وافته المنيه عن عمر ناهز 95 عام وقال رئيس جنوب افريقيا (جاكوب زوما ) في كلمه عبر التلفزيون ان مانديلا توفي في هدوءبمنزله بعد مرض طويل في الرئه وان جثمان اول رئيس اسود لجنوب افريقيا سيُشيع في جنازة رسميه وان اعلام البلاد .... ستُنكس ..... وقالت عنه الملكه (اليزابث) ملكه انجلترا انه رجل عمل بلا هواده من اجل خير بلادة ويضيف الي ميراثه جنوب افريقيا التي تنعم بالسلام والتي نراها اليوم ..... ووصفه (دوق كيمر يدج) الامير ويليام قائلآ انه كان شخصيه استثنائيه ومُلهمه واعربت المستشارة الالمانيه (انجيلا ميركل ) عن تعازيها في بيان قالت فيه نحن في المانيا في حاله حداد مع شعب جنوب افريقيا علي نيلسون مانديلا فكل سنين السجن لم تستطع كسر اراده مانديلا او تغييرة .... وقال الرئيس الفرنسي (هولاند ) ان مانديلا كان يجسد شعب جنوب افريقيا واساس وحدة وعزة افريقيا باكملها .... وفي تصريح (للدالاي لاما) قال فيه انه فقد برحيل مانديلا صديقآ غاليآ واشاد بشجاعه مانديلا ومبادئه ونزاهته ..... وقال رئيس الوزراء الهندي (مانمو هان سينغ ) ان الرئيس مانديلا عملاقآ بين الرجال ..... وقال الامين العام للامم المتحده(بان كي مون) انني اعتبر مانديلا مصدرآ لالهام العالم وعلينا ان نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعي الي جعل العالم افضل وقال الرئيس الامريكي (باراك اوباما ) اول رئيس اسود ايضآ للولايات المتحده والذي اعلن تنكُيس الاعلام في الولايات المتحده لقد خسرنا احد الرجال الاكثر تاثيرآ والاكثر شجاعه واحد اطيب الاشخاص علي هذة الارض واضاف بفضل عزة نفسه وارادته الصلبه للتضحيه بحريته من اجل حريه الاخرين وقام بتغيير جنوب افريقيا واثر فينا جميعآ ومن جهته اعلن الامين العام للامم المتحده في نيو يورك انه علينا ان نستلهم من حكمته والتزامه لنسعي الي جعل العالم افضل وعبر اعضاء مجلس الامن الدولي عن تقديرهم الشديد للصفات الاخلاقيه والسياسيه والاستثنائيه لمانديلا الذي سيبقي علي الدوام في الذاكرة كشخص ضحي بجزء كبير من حياته حتي يتمكن الملايين من ان يحظوا بمستقبل افضل وفي بروكسل ..... قال رئيس المفوضيه الاوروبيه (جوزيه مانويل ) انه يومآ حزين ليس لافريقيا وحدها بل للاسرة الدوليه باكملها ونبكي وفاة رجل من اعظم الشخصيات في عصرنا واكد رئيس البرلمان الاوروبي (مارتن شولتز) ان جنوب افريقيا فقدت اباها والعالم فقد بطلآ من اكثر الرجال انسانيه في عصرنا ..... واكد ا (شولتز) ومانويل ان مانديلا لم يلعب دورآ اساسيآ في التحول في جنوب افريقيا الي الشعب الديمقراطي الذي نراة اليوم فحسب بل يمثل المعركه ضد العنصريه والعنف السياسي وعدم التسامح ..... ومن جهته صرح رئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون ) ان نورآ كبيرآ خبا ..... وان مانديلا كان بطل عصرنا وقام بتنُكيس الاعلام امام مقر رئاسه الحكومه ..... وقال الرئيس الاسبق (بيل كلينتون ) ان مانديلا بطل الكرامه الانسانيه والحريه والسلام والمصالحه واننا نعيش جميعآ في عالم افضل بفضل مانديلا .... وفي اسيا اشاد الرئيس الصيني (شي جيينيغ) بالمساهمه الاستثنائيه التي قدمها مانديلا لتطوير الانسانيه فيما شبهه رئيس الوزراء الهندي (بالمها تما غاندي) واعلنت ايران انها تشارك جنوب افريقيا حدادها بعد رحيل مانديلا .....وفي رام الله نعي الرئيس الفلسطيني (محمود عباس ) مانديلا والذي وصفه بانه فقيد شعوب العالم اجمع وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا ولن ننسي ولن ينسي الشعب الفلسطيني مقولته التاريخيه حين قال (ان ثورة جنوب افريقيا لن تكتمل اهدفها قبل حصول الشعب الفلسطيني علي حريته ) ..... وفي البرازيل عبرت الرئيسه (ديلماروسيف) عن حزنها لوفاة مانديلا كمثالآ رائعآ لكل الذين سيقودون كل المناضلين من اجل العداله الاجتماعيه والسلام في العالم ..... واعلن رئيس نيجيريا (غود لاك جوناثان) في برقيه تعزيه وجهها الي جنوب افريقيا ان مانديلا واحدآ من اكبر المحررين في التاريخ وشعار للديمقراطيه الحقيقيه والي جانب جنوب افريقيا قررت كلآ من فرنسا وامريكا تنكيُس اعلامهما حدادآ علي رحيل مانديلا....... وكان مانديلا من اوائل من تبنوا المقاومه المسلحه لسياسه العزل العنصري في جنوب افريقيا في 1960 لكنه سارع الي الدعوة الي المصالحه والعفو عندما بدات الاقليه البيضاء في تخفيف قبضتها علي السلطه بعد ذلك ب30 عام وانُتخب مانديلا والذي قضي حوالي 3 عقود في السجن رئيسآ لجنوب افريقيا في انتخابات تاريخيه متعددة الاعراق في 1994 وتقاعد في 1999 وحصله علي جائزة نوبل للسلام في عام 1993واصر علي مشاركه (فريد ريك دي كليرك) له فيها وبرغبه كامله واصرار من مانديلا بعد افراج دي كليرك عنه كاشهر سجين سياسي في العالم وفي عام 1999 سلم مانديلا السلطه الي زعماء اكثر شبابآ في تغيير وانتقال طوعي ونادر ليضرب بذلك المثل للزعماء الافارقه وللعالم كله ويعين (دي كليرك ) نائبآ له ليرسي قانون السماحه والاخوة والمصالحه ...... وفي مراسم تأبين مانديلا ذكرت صحيفه (الجارديان البريطانيه) ان جنوب افريقيا لن تشهد حدثآ تاريخيآ مماثلآ مثل وفاة الزعيم والمناضل الافريقي مانديلا وان مراسم تأبين مانديلا حدثآ تاريخيآ وستستمر 12 يوم منذ اعلان وفاته وستكون جنازته اكبر جنازة رسميه في التاريخ منذ وفاة (وينستون تشرشل ) عام 1965 ومن المتوقع ان يشارك كل رئيس اميركي علي قيد الحياة في جنازة مانديلا بالاضافه الي عدد من الوفود الاجنبيه من مختلف وجميع انحاء العالم ..... حدث كل هذا .... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ...... لماذا حدث كل هذا ؟
نعم لقد حدث كل هذا بالنسبه لرجل عملاق عمل بمبدأ واحد اقرة سيد الاولين والاخرين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فبعد 27 عام قضاها مانديلا خلف الاسوار عندما طالب بحريه شعوبه وبلادة والمساواة بين البيض والسود وانهاء قانون العنصريه عاد مانديلا وسوف يعود العالم كله الي معلم البشريه طال الزمان .......... او قصر ..... فهو الذي اول من اعلن ان الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين ابيض ولا اسود ولا فضل لعجمي علي عربي الابالتقوي لذلك ستظل معجزة الرسول شمسآ لا تغيب ومن هنا بداء مانديلا مشوارآ فوق الاشواك دفع فيه 27 عامآ قضاها خلف الاسوار ولم تتمكن كل عوامل الظلم والطغيان والحرمان من النيل من عزيمته او كسر ارادته بل زادته صلابه واصرار علي مواصله الكفاح وبلوغ الشوط حتي نهايته ليضرب مثلآ رائعآ ونموذجآ يحُتذي به من البطوله وانكار الذات ويتحول الي شمعه من شموع الانسانيه الخالدة علي مر العصور والازمان ...... شموع انسانيه قررت ان تحترق بكل ارادتها كي تضئ لغيرها الطريق وهو في هذا المقام يذكرني بما قاله الزعيم الزنجي الامريكي (ابراهام لنكولن) وهو يخاطب شعبه قائلآ ..... اذا جالت انظاركم في ارجاء الوطن ورأيتم لي فيه عملآ عظيمآ وجليلآ ........ فلا تذكرونني .... ولكن اذكروا ..... كل من كانوا يعارضونني ..... ويخالفونني ... في الرأي ...... فقد كانوا من خلفي ....سياطآ تُلهب ظهري ...... ومن امامي انوارآ تضئ لي الطريق ...... واذا كان (لنكولن) يخاطب شعبه فان مانديلا خاطب العالم كله حين ضحي بحياته وزهرة شبابه وربيع عمرة في السجون والمعتقلات بعد ان تخلي عنه الجميع حتي زوجته (ويني مانديلا) ولكنه ارتفع عن الاحقاد فكان عملاقآ بين الاقزام وعمل بمبدأ اقرة الراحل العظيم (ابا القاسم الشابي) حين قال ..... كن مرتفعآ عن الاحقاد كالنخيل ...... كلما القوة بالطوب رد عليهم بأطيب الثمر ...... وانكر ذاته مرة اخري حين تنازل طواعيه وباختيارة عن رئاسه الجمهوريه بعد انتهاء فترة ولايته الاولي ليفتح ويفسح الطريق للاجيال القادمه ويرسي دعائم الحريه والديمقراطيه ويزرع شجرة الحريه في صحراء الديكتاتوريه ...... كي تُثمر وكي تعلو مرفرفه عاليه ..... وخفاقه في كل الاوطان في سابقه فريده من نوعها ..... فوداعآ ايها الانسان ...... ووداعآ يارفيق الكفاح ..... فالكفاح والنجاح يبدأان من الكلمه والكلمه تأتي من القلم ..... فالقلم هو اقوي سلاح في العالم حيث اقسم به الخالق الاعظم في قوله تعالي
بسم الله الرحمن الرحيم
(نون والقلم وما يسطرون )
صدق الله العظيم
فوداعآ ياربيع الحريه ..... وربيعآ سحق خريف الطغاة ..... ووداعآ ايه الاخ والصديق فانت بعزيمتك وقوة ارادتك وانكارك لذاتك وصدق نواياك وحرصك وحبك للاخرين كنت عملاقآ في عالم كان كل عمالقته امامك ..... اقزام ..... فطال الزمان او قصر ..... فلن ننسي .... ولن انسي .... رجلآ يعيش في قلوب الشرفاء والمناضلين ...... زرع اشجارآ مثمرة بالانسانيه كلها في بساتين العدل وانكار الذات واصر علي ان يرحل وهو شمعه انسانيه احترقت بكل وبكامل ارادتها لتضئ لغيرها الطريق وستظل ذكري الابطال والشرفاء والمجاهدين خالده تمامآ كما اعلن شيخ المجاهدين (الشيخ عمر المختار) مخاطبآ قيادات الاستعمار الايطالي في بلاده وهو يقف وفي رقبته حبل المشنقه بأن امجادكم كأموالكم ..... ليست خالدة ..... واننا كمجاهدين سنموت ولكن ستظل اعمارنا اطول من اعمال جلادينا ...... نعم فسوف يزهب الجلاد او العميل او الخائن ..... او النخاس .... الي مزبله التاريخ ..... وستبقي وستظل .... اعمار الشرفاء والوطنيين والابطال اطول من اعمار جلاديهم وسوف يخلدهم التاريخ ..... ويكتب اسمائهم وتاريخهم بحروف من نور كي تشق بأنوارها وذكري اصحابها ظلمات الطريق ..... وتظل مصدرآ للالهام ونماذج للتضحيه والفداء لصناعه عالم افضل وعالم ينتصر فيه الحق فمهما امتد او طال الظلام فلا بد ان نجد في نهايه النفق المظلم ..... لا بد ان نجد الضوء
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق