الأربعاء، 26 نوفمبر 2014











(من قارة المنسييين) 

(اعلام منسيين خلف ستايرالنسيان في قاهرة المنسيين)
ها هو فارس جديد يسقط من فوق صهوة جواده وهو في ساحه القتال والصراع من اجل الحق والخير والجمال ...... نعم سقط (محمد صفاء عامر ) ابن الصعيد وبالتحديد من مدينه (قنا) فقد بدأ حياته في السلك القضائي كمستشار ثم انتقل لعالم الدراما التلفزيونيه واثرت نشأته في الجنوب علي كل اعماله فاستطاع ان يغوص في اعماق الشخصيه الصعيديه واظهر ان المتعلمين منهم مازالت تحكم افكارهم العادات والتقاليد البائدة حتي الفتاة المتعلمه لا يزال تفكيرها لا يختلف كثيرآ عن فكر امها للاميه والقهر الاجتماعي الذي لا يزال موجودآ هناك رغم انتشار التعليم ومن ابرز هذة الاعمال الخالدة (مسلسل ذئاب الجبل ) (والضوء الشارد ) (وحدائق الشيطان ) ( حلم الجنوبي)
كما قدم عددآ من الافلام والاعمال السنمائيه منها الهروب الي القمه –الطيب والشرس, الجميله والشيطان يقدم حلآ , واخيرآ فيلم (صعيدي رايح جاي , ورحل تاركآ سيناريو مسلسل (شفيقه ومتولي ) حيث كان يعكف علي وضع اللمسات الاخيرة عليه وكان يتولي التفاوض مع شركه انتاج من اجل تقديمه وامتاز الكاتب المبدع والعظيم محمد صفاء عامر بالخيال الخصب والابداع الغزير الذي بني اعمدة اعماله كلها عليه فقد جمع بين الحُسنيين في كل اعماله وكانا هما اسلوب القص هاو الحدوته مع الفلسفه العاميه والفلسفه العلميه التي تحتوي كل كلماتها علي معاني ابداعيه ورمانسيه وتراجيديه خلاقه تفجر طاقات الابداع وتلهب الخيال داخل كل قارئ او مشاهد لاعماله وامتاز ايضآ فن هذا الاديب الرائع بأرقي انواع النقد في العالم وهو (النقد الهادف ) وهو النقد الذي يقوم بعد دراسه وافيه للرأي والرأي الاخر وطرح العمل وسيطرة الرأي الصائب لهدم المفاهيم والافكار والمواريث الخاطئه والبائده من مواريث الجهل والتخلف والبئيه لتصحيح المسار ووضع اقدام الاخرين او الحملان الضاله التي تتجه بكل قوتها نحو وادي الذئاب وتقويم اعوجاجها ووضع اقدامها علي الطريق الصحيح بدلآ من التشعب والضياع في مفترق الطرق والاتجاة نحو وادي الذئاب كما امتاز ايضآ فن هذا الاديب بترجيح كفه الخير وانتصارها علي الشر في كل اعماله في فلسفه نابعه من اعماق اعماقه تنادي دائمآ بنفس الحقيقه التي اعلنها عميد الصحافه العربيه مصطفي بك امين (بأن دوله الظلم ساعه ودوله الحق الي قيام الساعه) ومن هنا تبرز عظمه الفلسفه الادبيه للاديب والتي تعكسها مرأة اعماله في ثورة عارمه يغوص من خلالها الاديب فيي اعماق الاعماق للمواريث الخاطئه في بيئته ويقوم بجراحه ناجحه ينجح من خلالها في استئصال الامراض والعادات الوراثيه الباليه والعقيمه التي دمرت وسيطرت علي كل شرائح المجتمع ولم ينجوا من بحار جهلها الغريقه حتي طبقه المثقفين والمتعلمين ومن هنا اشهر الفارس سيف الحق والعلم بعد دراسه وافيه لتطهير العالم الذي يعيش فيه من مواريث الجهل البهيم بالعلم والحق فالحق سيفآ باتر ..... والعلم سلطان ظافر .... ومن هنا اصبح (محمد صفاء عامر ) مصرآ علي تحويل اعماله الي اعمال مرئيه ومسموعه بالصوت والصورة وهذة نظريه قديمه كان يؤمن بها نابليون بونابرت واثبتها الواقع والعلم الحديث ان العمل والشرح بالصوت والصورة افضل من الشرح بالسماع فقط ...... واخيرآ وبعد صراعآ طويل مع الحياة ..... ومع الجهل ..... ومع انصار الجهل ......والطابور الخامس .... ومع المرض الذي انتهي بجلطه دماغيه ...... سقط الفارس من فوق صهوة جواده عن عمر يناهز 72 عام وشيعت جنازته كعادة كل الاعلام المنسيه داخل قارة المنسيين ....... دون حضور اي احد من الفنانين من مسجد الحصري بمدينه 6 اكتوبر عقب صلاة الظهر .......وقال عنه الكاتب (يسري الجندي ) لم اكن اتخيل ان يهزم المرض صفاء بهذة السرعه لانه كان يحمل بداخله شخصيه محارب ومُحب للحياة وعلي الرغم من ان مشوارة الفني لم يكن طويلآ الا انه اثبت انه قامه فنيه كبيرة تستحق ان تكون في مقدمه جيلها بما لها من خصوصيه شديدة في اعماله فقد كان اهم واكثر المؤلفين الذي تناولوا قضايا الصعيد الشائكه والحساسه بأبداع ورقي وعمق مما جعله يستحق لقب (رائد الدراما ) وعندما اتوقف انا عنده محطه ادبيه وعلميه عند اعمال محمد صفاء عامر فأنني اضمه الي قائمه المنسيين داخل قارة المنسيين فهو ليس اولهم او اخرهم فهذة هي طبيعه الشعوب العربيه والاسلاميه كلها دون نقص او استثناء بخلاف الغرب ومراكز الصهيونيه العالميه التي تبني امجادآ زائفه احيانآ واسطوريه احيانآ لاي ابن من ابنائها في الواقع احيانآ ..... واحيانآ اخري كثيرة من وحي الخيال في فلسفه نادرة تعكس من خلالها ارادتها التي تحلم بها وتتمني ان تحولها من خيال الي واقع يسير ويمشي علي الارض وكان اقربها للاذهان علي سبيل المثال او القصر وليس الحصر عندما قامت اسرائيل باستبدال جندي من جنودها (وهو جليعاد شاليط ) كفرد وحيد وجندي عادي في مقابل (1047 اسير فلسطيني ) وعندما استبدلت مع لبنان (رفات3 جنود اسرائيلين ) مقابل 500 اسير لبناني لانها تدرك وتعي تمامآ ماتنتويه ومايتعين عليها القيام به فرفات هؤلاء الجنود الثلاثه سيتم غزل ونسج وصناعه خرافات وطنيه واسطوريه بلا حدود لصناعه تاريخ وهمي ومجد زائف للاجيال الحاليه واللاحقه بخلاف البلاد والدول العربيه والاسلاميه التي تتجاهل ابائها الشرفاء والابطال الذين كتبوا فوق صفحات التاريخ بدمائهم وحفروا بحروف من النور نماذج خالده ونادرة من البطولات النادرة ...... فقد رحل محمد صفاء عامر دون حضور اي احد من الفنانين ....رحل وحيدآ مُكفنآ بستائر الجحود والتجاهل ...... والنسيان داخل ..... قارة المنسيين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق